نشرت صحيفة «هافنغتون بوست» مقالاً قبل أيام بعنوان «كيف تلاعبت «القاعدة» بدونالد ترامب، وبالإعلام الأميركي؟»، كتبه سكوت ريتر، كبير مفتشي الأمم المتحدة المكلّفين بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.
وتحدّث ريتر عن «الهجوم الكيميائي» على خان شيخون، مشيراً إلى «اللامنطق» الذي اعتمدته الإدارة والإعلام في التعامل مع هذه المسألة، و«استخدام المجتمع الأميركي وصنّاع القرار الحملة الدعائية الخادعة، التي تضمنت مشاهد وقصصاً زوّدتها بها القوات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، بما في ذلك منظمات كـ»الخوذات البيض» و»الجمعية الطبية السورية ــ الأميركية» و»مركز حلب الطبي»»، مضيفاً أن «لهذه المنظمات تاريخاً حافلاً بتقديم معلومات مضلّلة».
من جهة أخرى، لفت ريتر إلى أنه «في وقت مبكر، كانت وسائل الإعلام المعارضة تقدّم حادثة خان شيخون على أنها هجوم بغاز السارين»، مشيراً إلى أن «أحد الأطباء التابعين لتنظيم «القاعدة» أرسل صوراً وعلّق على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن الأعراض الموثقة تعود إلى التعرض لغاز السارين». ولكن ريتر أوضح أن «السارين مادة لا رائحة لها ولا لون، وتنتشر كسائل أو بخار؛ وقد تكلم شهود عيان عن رائحة قوية وغيوم مصفرة، تشير إلى غاز الكلور».
فضلاً عن ذلك، لفت الكاتب إلى أن «طاقم الخوذات البيض لم يرتدِ ثياباً واقية مناسبة لمعالجة الضحايا»، معتبراً أن «هذه إشارة أخرى إلى أن العامل الكيميائي المعني لم يكن السارين المصنّف عسكرياً». وبناءً على ما تقدّم، لفت ريتر إلى أنه «في ما يتعلّق بسوريا، لطالما عمدت وسائل الإعلام الأميركية وجمهورها إلى تبنّي رواية «القاعدة»، وغيرها من الجهات الإسلامية المعادية للنظام»، معتبراً أن «المجرم الحقيقي هنا هو إدارة ترامب، والرئيس ترامب نفسه».