منذ ثلاثة أشهر، غزا الدود حرج بيت مري في المتن. حتى الآن، فإن حوالى 200 شجرة في حرج بيت مري نخرها الدود من جذوعها وتحولت إلى خشبة يابسة في غضون أسابيع قليلة. على نحو مبدئي، اصطلح على تسمية الدود بـ»حفار الساق».أعلنت البلدية حالة الطوارئ. تواصل رئيسها روي أبي شديد مع وزارة الزراعة التي أوفدت المهندسين ميشال باسيل (رئيس دائرة التحريج والاستثمار) ويوسف المصري (رئيس دائرة وقاية المزروعات)، بناء على تكليف شفهي من مصلحتي الأحراج والثروة الطبيعية ووقاية النبات.

بحسب التقرير الذي رفعاه لرئيسي المصلحتين، أظهر الكشف «يرقات وخنافس في جذوع الأشجار المصابة وهي من مجموعة الخنافس القلف Bark beetles، وأن الأشجار اليابسة منتشرة في أنحاء الحرج». الحلّ الذي أوصى به الخبيران قام على «قطع الأشجار المصابة والتي بدأت تظهر عليها علامات اليباس ومعالجتها بالفرم والتسبيخ وتقطيعها ولفها بالنايلون ومعالجتها بغاز التوكسين أو حرقها والعمل على تشحيل الأشجار المتبقية وتفريدها، فالكثافة تساعد في تفاقم الإصابة». ولحظ التقرير معالجة الأشجار المحيطة بتلك المصابة من خلال «رشها بمبيد حشري بمعدل 10 إلى 15 غراماً للشجرة ثلاث مرات كل 45 يوماً ورشّ جذوع كافة الأشجار بمادة سامة للحشرات تعمل على طريق الملامسة ALPHA-CHLORPYRYFOS-LAMBDA CHYALATOTHRIN-CYPERMETHRINE كل أسبوعين لمدة ثلاثة أشهر ومتابعة المراقبة عن طريق الكشف الدوري على الأشجار لمعرفة كيفية تطور الأمور ليبنى على الشيء مقتضاه.

حفار الساق

في حديث إلى «الأخبار»، انتقد أبي شديد طريقة العلاج التي قدمها الخبيران. «قطع الأشجار ومعالجتها على الأرض يؤدي إلى نقل الدود من الجو إلى الأرض واختلاطها بالتربة وانتقالها إلى شجرة أخرى». لنتائج مضمونة، طلب استشارة خبراء آخرين قدموا الحل. «لكني طلبت منهم أن يعرضوا تقنيات العلاج التي قدموها على الوزارة لتتبناه لكي أطبقه لكوني مؤسسة رسمية لن أتخطى الوزارة». ينتظر أبي شديد تحركات أسرع من قبل الوزارة. مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في الوزارة شادي مهنا أوضح لـ»الأخبار» أن الوزير غازي زعيتر سيصدر في اليومين المقبلين تعميماً إلى البلديات يحدّد كيفية مكافحة الدود في أحراج الصنوبر (الطريقة هي المذكورة في التقرير الخاص بحرج بيت مري). ماذا عن المبيدات؟. «ليست متوافرة في الوزارة، لكنها متوافرة في الأسواق» قال مهنا.

«عندما تموت
الشجرة تغزوها أنواع أخرى من الحشرات»


الدود ينخر في الصنوبر من دون كلل، فيما تتنظر البلديات خطة مكافحة شاملة من الوزارة التي ترمي الكرة في ملعب البلديات. مشهد بيت مري تكرر في حرج بيروت. باسيل والمصري حددا المشكلة ذاتها وطريقة العلاج أيضاً. الأسوأ في حرج بيروت أن الأشجار اليابسة منتشرة على مساحة الحرج وإصابة المزيد من الأشجار يحدث بشكل سريع. بلدية راشيا الفخار (قضاء حاصبيا)، طلبت من خبراء في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية إجراء كشف على حرج البلدة بعد ملاحظة اليباس المنتشر. قبل أيام، رصد كل من ليندا كفوري الاختصاصية في علم الحشرات وروني الخوري وليلى جعجع الاختصاصيين في علم أمراض النبات، حشرة من نوع حفار الساق من فصيلة «سيرامبيكس» Cerambyx، تبدأ نشاطها من مستوى التربة وتنخر جذع الشجرة إلى ارتفاع متر ونصف، مانعة الغذاء من الوصول إلى الجزء الأعلى من الشجرة، ما يؤدي إلى موت الشجرة ويباسها. بحسب التقرير الذي وضعته البلدية، لاحظ الخبراء وجود نوع من نوع من الفطريات الخشبية التي تسبّب تقرحات على الأشجار الأخرى الحية التي أخذت تعاني من تباشير المرض. الأسوأ أنه عند موت الشجرة تغزوها أنواع أخرى من الحشرات التي تتحول إلى نوع من «السوسة» من فصيلة Canker Scolytidae.

طريقة العلاج

طريقة العلاج التي اقترحها الخبراء تنقسم إلى مرحلتين: علاج طارئ وفوري يقضي برش الأشجار الميتة من الأغصان إلى الجذع الرئيسي والتربة المحيطة بالشجرة بقطر متر بالمبيد الحشري Lambda-cyalothrine اوAlphametherine
ثم قطع الشجرة الميتة وإبعادها عن الحرج والأشجار الأخرى. إضافة إلى علاج كل أشجار الغابة بالرش من ارتفاع مترين نزولاً إلى التربة، ورش الدواء على كعب جذع الشجرة المصابة بأدوية وتضاف إليها أدوية لتقوية المناعة وأدوية لمعالجة الفطريات. ويجب أن تُدهن أجذاع الأشجار التي أُخذت منها عينات بالجنزارة من أجل حمايتها.
المعالجة تشمل أيضاً تشكيل فريق لمتابعة الموضوع بإشراف دقيق وتشحيل كل أشجار الصنوبر الصغيرة وإبعاد الأغصان اليابسة وأكوام الحشائش عن الغابة كي لا تختبئ فيها الحشرات.
ذلك العلاج لا ينفع من دون التعاون مع البلديات المجاورة التي تشترك بالحرج. بحسب نائب رئيس البلدية بيار عطا الله، طرحت الخطة على بلديات الفرديس وكفر حمام والهبارية بإشراف اتحاد بلديات العرقوب لتبني خطة علاج شاملة في ظلّ غياب الوزارة ميدانياً. حتى الآن، لم يسجل تحرك على الأرض.




أين طائر نقار الخشب؟

أحد خبراء البيئة المعتكفين الذي فضّل عدم ذكر اسمه، اختصر المشكلة والحل بقوله غاضباً «عندما تصيدنا الطيور دون رحمة كنقار الخشب الذي كان يسحب الديدان من قلب الأشجار وينقذها... والقيقب المشهور بأكل الديدان لا سيما دودة الصندل... فماذا ننتظر غير أن تتكاثر الديدان وأن تقضي على الأحراج؟» محذّراً من التوسع في استخدام المبيدات كما في كل مرة والتي تقضي على ما بقي من كائنات حية في الأحراج.