«هو منصة إخبارية إلكترونية مختصة بتغطية قضايا نازحي/ ات ولاجئي/ات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سواء في بلدانهم، وبلدان الجوار التي يتواجدون فيها، أو الدول الغربية التي يتنقلون إليها». هكذا يُعرّف موقع «لاجئون منسيون» عن نفسه.
وقد أعلن عن إطلاقه حديثاً عبر مجموعة من الإعلاميين الشباب المتطوعين انتبهوا إلى أرقام مخيفة لا تجد الاهتمام المعادل لحجم الخطورة التي تمثله. «في كل دقيقة، هناك 24 شخصاً يضطرون للنزوح بسبب الحرب أو الاضطهاد. وهناك شخص واحد من أصل 113 في العالم إما طالب لجوء أو نازح أو لاجئ» بحسب ما تعلنه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. يرى القائمون على الموقع أنّ هذه الأرقام «كافية لاختصار حجم المأساة التي تواجه أكثر من 65 مليون لاجئ حول العالم، أكثر من نصفهم ينتمي إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الغارقة في الحروب الأهلية والمجاعات والفوضى، فتحولت حياة سكانها إلى جحيم».
رغم قسوة تلك الأرقام، إلا أن ذلك لم يمنع من إظهار قصص مجحفة بحق هؤلاء عبر الصور المغلوطة التي يتم تعميمها عنهم في الدول المُستقبلة لهم، على رأسها «شيطنة صورة اللاجئين» بحسب الصحافية جمانة فرحات وهي واحدة من فريق عمل «لاجئون منسيون». تقول لنا إنّ محاولة إزالة تلك الصور المغلوطة عن اللاجئين، تقع ضمن سياق الأهداف التي يسعى لها الموقع و«قد بلغت تلك المغالطات مستوى اختراع الخرافات حول الواصلين إلى الأراضي الجديدة بغرض التحريض ضدهم ووضعهم في محل اتهام وشك دائمين».

موقع مختص بتغطية
قضايا نازحي/ ات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

كل هذا رغم كون اللاجئين مجموعة من الضحايا الذين يبحثون عن مناطق آمنة يمكنها أن تمنحهم فرصة أخرى في الحياة.
إلى ذلك، تبدو مهمة تقديم معلومات دقيقة حول أوضاع أولئك اللاجئين عن طريق الحصول عليها من مصادر موثقة واحدة، من الأهداف الأساسية وراء إنشاء الموقع. توضح فرحات أنّ صعوبة الحصول على المعلومات في عموم العالم العربي «هو التحدّي الأكبر الذي يواجه فريق العاملين في الموقع». وقد أتت عملية التنسيق مع عدد من المتطوعين المهتمين بقضايا اللاجئين كمسألة مساعدة في دعم ذلك النقص عبر تواجدهم في أكثر من عاصمة عربية مع العمل على محاولة الربط مع متطوعين إضافيين في الأيام القادمة.
وتؤكد فرحات على مسألة ذهاب «لاجئون منسيون» إلى إبراز المعاناة البشرية الحاصلة والمتفاقمة على نحو متزايد من خلال القصص الإنسانية التي بإمكانها قدر المستطاع توضيح صورة حقيقية مُغايرة عن تلك الصور المغلوطة التي يتم تعميمها «بما يمنح المزيد من التعاطف مع تلك القضايا والتفاعل معها».
في الوقت نفسه، تأتي عملية توضيح أشكال ذلك اللجوء. بعضهم يختار «النزوح الداخلي» في منطقة أخرى من بلاده نفسها ويتم التعامل معه على أنّه قادم جديد، في حين يلجأ آخرون إلى دول الجوار، في حين يغامر البقية بأرواحهم في رحلة هجرة سرّية (غير شرعية) مليئة بالمخاطر بهدف الوصول إلى دول أوروبية في معظم الأحيان. جميعهم يأملون بحياة أفضل، من دون أن يكون هذا الحلم سهل التحقق، لا سيما أن هذه الرحلة قد تنتهي بغرقهم في البحر أو يعلقون على الحدود. أما من يتمكن منهم من الوصول، فيواجه الاعتقال أو الاحتجاز في مخيمات، في انتظار منحه حق اللجوء، لتبدأ مغامرة أخرى لا تقل صعوبة بفعل التحديات والمعوقات التي تواجه اللاجئين داخل البلدان التي ينتقلون إليها.
mansiyoun.net