«لو جرت العادة على أن يكون للإحتفال بـ «يوم المسرح العالمي»، عنواناً وثيق الصلة بالحاجات التي يلبيها المسرح، ولو على المستوى الرمزي، لاخترت لاحتفالنا اليوم عنوان «الجوع إلى الحوار». حوار متعدد، ومركب، وشامل. حوار بين الأفراد، وحوار بين الجماعات. ومن البديهي أن يقتضي هذا الحوار تعميم الديمقراطية، واحترام التعددية، وكبح النزعة العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء».
كان هذا مطلع رسالة «يوم المسرح العالمي» التي ألقاها المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس (1941 ــ 1997/ الصورة) في مثل هذا اليوم (27 مارس) من العام 1996. يومها، انطلق صوت صاحب «رأس المملوك جابر» من دمشق وصولاً إلى جميع أنحاء العالم. بعد قرابة ربع قرن، وبالتزامن مع موجة الغضب من «اغتيال» مكتبة المسرحي الكبير، وتهريبها خارج حدود بلاده، وإهدائها من قبل أرملته فايزة الشاويش وابنته ديمة إلى مكتبة «الجامعة الأميركية في بيروت» (الأخبار 27/2/2017)، تعود ذكرى كاتب «الفيل يا ملك الزمان» إلى وجدان روّاد المسرح السوري، مع تنظيم «مديرية المسارح والموسيقى» مجموعة عروض مسرحية، تنطلق اليوم، بمناسبة الحدث الثقافي العالمي. أهمّ هذه العروض مسرحية «اختطاف» (عن نص للكاتب الإيطالي داريو فو، إعداد محمود الجعفوري، وإخراج النجم أيمن زيدان ــ «مسرح الحمراء» في دمشق ، 18:00)، فيما ستُعرض على خشبة «المسرح القومي» في اللاذقية مسرحية «تحية» (إخراج حسين عبّاس ــ 19:00)، على أن يكون الجمهور في طرطوس على موعد مع احتفالية بعنوان «الحب أصل الحياة» (17:00)، قبل أن يقدّم اسماعيل خلف في الحسكة عرضه «وجع جماعي». أما محافظة السويداء، فتسجّل حضورها في هذا الحدث من خلال احتفاليه بعنوان «و... هم» (تأليف وإخراج سامر حديفه، كريوغرافيا قتيبة أبو لطف).