صنعاء | استقرار أمني لافت تعيشه العاصمة اليمنية صنعاء على صعيد الأمن الداخلي، وكذلك الحال في عدد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الجيش اليمني وحركة «أنصار الله» منذ عامين، الأمر الذي بات يمثل إحراجاً لحكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، بعدما أخفقت الأخيرة في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة عدن أو المدن الواقعة تحت «سيطرتها» رمزياً.
هذا الاستقرار لا يعني أن المحافظات الأولى لا تواجه مخاطر أمنية، بل على العكس، إذ إنه في خلال كانون الثاني الماضي وحده، أحبطت الأجهزة الأمنية ما يزيد على 80 عبوة ناسفة زرعها مجهولون في شوارع العاصمة والمحافظات الأخرى، فضلاً عن إحباط عملية انتحارية نفّذها أحد المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» في مديرية الرضمة في محافظة إب، الذي اضطر إلى تفجير نفسه بعد انكشاف أمره في أثناء محاولته تجاوز نقطة أمنية في المديرية.
وفيما لم يُسجل في صنعاء أي أحداث أمنية في خلال الأشهر الأربعة الماضية باستثناء بعض الحوادث العائدة إلى خلافات شخصية، ثمة من يحاول اللعب على الوتر الداخلي جراء الإخفاق في محاولة اختراق حزام العاصمة عسكرياً، خاصة في جبهات نهم وصرواح. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط خليتين من الخلايا الموالية لتحالف العدوان في مطلع تشرين الثاني الماضي، كانت بحوزتهما كميات من المسدسات المعدة لتنفيذ اغتيالات.
ورغم التكتم الأمني عن عمليات ضبط مماثلة لأسباب تتعلق بمتابعة ارتباط عناصر تلك الخلايا بشبكات أخرى تعتمد الشكل العنقودي في عملياتها، فإن مصادر أمنية كشفت في حديث إلى «الأخبار»، عن أن حزب «الإصلاح» («الإخوان المسلمون») يقف وراء عدد من الأنشطة التي تمسّ الأمن الوطن.
وكانت وكالة «سبأ» الرسمية قد نقلت عن مصادر أخرى في أوقات متفرقة «إحباط الجهات الأمنية واللجان الشعبية عمليات إجرامية كلفت بها عناصر تابعة لحزب سياسي يمني ثبت تورطه في أنشطة تخدم قوى العدوان... كانت ترصد نشاط عدد من الشخصيات الوطنية والجيش بهدف تصفيتهم، وكذلك تحديد إحداثيات عدد من المنشآت المدنية والاقتصادية والأمنية تمهيداً لاستهدافها من طيران العدوان الذي استهدف بعضها».

كانت محاولات إحداث الفلتان تترافق مع اشتعال الجبهات العسكرية

أما عمّا كان يضبط لدى خلايا «الإصلاح»، فشمل وسائل مختلفة تستخدم لعمليات الاغتيالات، وعبوات ناسفة وصواعق وأحزمة ممتلئة بمواد شديدة الانفجار، وأدوات تصنيع وتجميع الدوائر الإلكترونية التي تستخدم في عمليات التفجير، بالإضافة إلى قوالب TNT وذخائر وقنابل هجومية. كذلك ثمة معدات لوجستية مثل أجهزة وشرائح اتصالات خلوية ولاسلكية، علماً بأن «الإصلاح» لم يعلق على الاتهامات الضمنية أو الصريحة رغم تكرارها لأكثر من شهرين.
بجانب جاهزية الأجهزة الأمنية، يُسهم انعدام الحاضنة الشعبية في إحباط عدد من العمليات، ووحدها مديرية أرحب شرق صنعاء شهدت إحباط سبع محاولات لإحداث فلتان أمني، إضافة إلى محاولتين في الحديدة، وأخرى في حجة وعمران، وكلها محافظات تسيطر عليها «أنصار الله». وفي أرحب أيضاً، ضبط في خلال عملية دهم أكثر من 100 صاروخ كاتيوشا وقرابة 70 قذيفة. ووفق الاعترافات، كانت محاولات إحداث الفلتان تترافق مع اشتعال الجبهات، خاصة في نهم.
بالعودة إلى صنعاء، يلاحظ المارة أنه نُشرت 120 نقطة أمنية في أحياء العاصمة ومديرياتها بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع حدوث أي إخلال بالأمن أو أعمال إرهابية وتخريبية محتملة. وإلى جانب العمليات الأمنية، ضبط عدد من الشبكات العاملة في مجال تزوير وترويج عملة مزيفة في صنعاء وحجة والحديد، إلى جانب ضبط مهربي الحشيش والمخدرات وعصابات امتهنت السرقة بالإكراه أو الخطف القتل العمد.