صورة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك (89 عاماً)، وهو يرفع يده مصافحاً من نافذة منزله في «مصر الجديدة» (شمال شرق القاهرة)، بعد خروجه من «مجمع مستشفيات القوات المسلحة» في «المعادي» (جنوب القاهرة) هي صورة العام بلا شك، تختصر مشهداً كاملاً سريالياً، حصل منذ 6 سنوات. ها هو يخرج اليوم بعد مرور هذه السنوات، على ثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت به وبرموز العهد البائد للمحروسة.
مبارك الذي برّأته محكمة النقض من قتل المتظاهرين في إنتفاضتهم في العام 2011، وأنهت بذلك مدة سجنه لمدة 30 عاماً، ظهر اليوم، على وسائل الإعلام العربية والأجنبية، من وراء نافذة منزله، فاتحاً المجال أمام كمّ من التأويلات، والتأملات على ما وصل اليه ما يسمى «الربيع العربي».
إذاً، خرج الرئيس المصري الأسبق، وبات طليقاً، خارح أسوار السجن، يتناول «الفول والطعمية» مع أسرته، بحسب ما أفاد محاميه فريد الديب. يخرج مبارك ليطوي صفحة قاسية من تاريخ مصر، انتهت بخلعه وخلع كل أدوات نظامه السابق، وتقديم العديد من الشهداء المتظاهرين في «ميدان التحرير»، وباقي أجزاء القاهرة. يخرج مبارك، فيما لم يحاكم الى اليوم قتلة هؤلاء الشباب الذين أردوا التعبير عن طوقهم للحرية، وكسر قيود وتحكم النظامين السياسي والأمني بحيواتهم ومستقبلهم. أنهى، حسني مبارك، من وراء نافذته اليوم، هذه المشهدية التاريخية، وعاد الى مزاولة حياته بشكل طبيعي، كأن شيئاً لم يكن. وليس أجدى من كاريكاتور الفنان البرازيلي كارلوس لطوف للتعبير عن هذه الحالة اليوم، إذ رسم مبارك، يخرج من باب سجنه، وهو يدوس على أجساد شهداء ثورة 25 يناير المدماة.