وحتّى ساعةٍ متأخرة من ليل أمس، خيّمت التكهنات والتساؤلات على الموقف من خطوة الصدر، وإلى ماذا يهدف من ورائها، خصوصاً أنها تتزامن مع "الربيع" الذي تشهده علاقة زعيم التيّار برئيس الحكومة حيدر العبادي. وتطرح هذه المؤشرات جملة من الاستفهامات حول ما سيقوله الصدر، وهل سيكون حراك اليوم تظاهرة عابرة أم ستليه خطوات تصعيدية جديدة؟
ويرافق هذه التكهنات صمتٌ ونأيٌ بالنفس من قبل المقرّبين من الصدر، ونواب كتلته (الأحرار) الذين تجنّبوا الخوض في التفاصيل، مكتفين بالحديث عن العموميات والمطالبة بالإصلاح، والتأكيد على سلمية الاحتجاجات في أحسن الأحوال.
ولعلّ من أسباب ذلك، أن المقرّبين من الصدر لا يعلمون ما الذي يجول في خاطره. وفي حديث إلى "الأخبار"، قالت شخصية تعدّ من أبرز المقرّبين إلى الصدر: "الجميع لا يعلم بتحركاته ونواياه باستثناء أبو دعاء"، أي "المعاون الجهادي للصدر" كاظم العيساوي، الموجود في بغداد منذ أوّل من أمس.
لا أحد يعلم بما يدور في خاطر الصدر باستثناء «معاونه الجهادي»
ولا يستبعد المصدر أن تكون هناك نيةٌ لدى الصدر بالدعوة إلى اعتصام ثانٍ على غرار الذي حصل العام الماضي، في حين أن المصادر، التي تمكّنت "الأخبار" من الاتصال بها، أجمعت على "سلمية التظاهرات واحترام مؤسسات الدولة ودوائرها". وعن خريطة التظاهر اليوم، من المتوقع أن تنطلق في الساعة الثامنة صباحاً في بغداد، تعقبها "صلاة الجمعة" في مدينة الصدر، بحضور الصدر نفسه.
وعلى صعيدٍ آخر، نشرت قناة "NRT عربية" تصريحات للصدر قالت إنها لحوار أجراه مع صحيفة "ميدل إيست" البريطانية، كشف فيها عن نيته "حلّ سرايا السلام، الجناح العسكري للتيار، بعد هزيمة داعش"، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة "حلّ الحشد الشعبي". ورأى الصدر أن "قانون الحشد، والذي أقرّه مجلس النواب، سوف يجعل البلاد تحت حكم الميليشيات".
ودفعت تصريحات الصدر، التي يمكن وصفها بـ"العالية اللهجة"، إلى الاستفسار من مصادر التيار عن صدقيتها، إلا أن المحاولات لم تفلح لنفي أو لتأكيد الحوار. غير أن مصدراً في "الإعلام المركزي" للتيار أكّد وجود حوار كهذا، لكنّه لم يكن "يعلم بوجود تصريحات كهذه ودعوات فيه".