لا يختلف إثنان على أنّ راغب علامة (الصورة) من أكثر الفنانين الذين كان الحظّ إلى جانبهم في حياتهم الفنية. صحيح أن الـ «سوبر ستار» إرتفعت نجوميته في أواخر الثميانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي عندما قدّم أهمّ أغنياته مثل «مغرم ياليل» «قلبي عشقها» «المعادلة الصعبة» «نقطة ضعفي»، لكن تلك النجومية شهدت مطبّات عدّة، وكان في كل مرّة يعود أقوى من السابق. حافظ نجم «اكس فاكتور» (mbc) على خطّ فنّي واحد مشى عليه منذ إنطلاقته لغاية العام 2010، عندما قدّم أغنية «سنين رايحة» التي كانت مسك ختام علامة «القديم». بعدها، طرح الفنان أغنيات سريعة تتماشى مع الموضة الفنية، لكنها كانت محدودة الشهرة. يرسخ في بال محبّي علامة أرشيفه الغنائي الجميل، وأيّ أغنية يطرحها كانت تخضع للمقارنة مع أعماله القديمة. كام أن التساؤل دائماً كان: لماذا لا يعود علامة إلى أغنيات تشبه «برافو عليكي» و«علمتيني» و«توأم روحي» وغيرها من الاعمال التي جعلته نجماً بكل ما للكلمة من معنى؟ لماذا الاتجاه الدائم لدى الفنان نحو الكلمات السريعة التي يحفظها المستمع بسهولة، لكن في الوقت نفسه لا تعلق بذاكرته أبداً؟. في العام 2014، طرح علامة ألبومه الأخير الذي حمل إسم «حبيب ضحكاتي»، ومن بعدها إعتمد سياسة الـ «سينغل». اليوم كان الموعد مع أغنية «تركني بحالي» (كلمات طوني أبي كرم وألحان keriakoss papadoppolos) التي حطّت رحالها على موقع «أنغامي». تلك الاغنية مستوحاة من أعمال علامة القديمة، وإن لم يكن لحنها جديداً. لكن الفنان طبّع صوته في ذلك العمل بكل رومانسية، وأخذ المستمع نحو العبارات الجميلة التي صاغها طوني أبي كرم بكل حرفية. خرج علامة قليلاً عن الألوان الغنائية السريعة التي تواكب الموضة، ودخل في عالم الرومانسية التي يعرف قصصها جيداً، وصراعات الحب والعذاب. سواء نجحت «تركني بحالي» أو لم يحالفها الفوز، يبقى أنها رومانسية وحقيقية في زمن الأعمال الباهتة.