وصل «مهرجان البستان» الشتوي إلى الثلث الأخير من برنامج دورته التي احتفت بشكل أساسي هذه السنة بنساء الشرق القديم. قبل الكلام عن الأمسيات الثلاث المرتقبة لنهاية الأسبوع بدءاً من الليلة، سنقول كلمة بالأمسية التي وعدناكم بتغطية لاحقة لها، وهي تلك التي أحيتها عازف البيانو غلوريا كامبانر. ليس المقصود مشاركتها «الكلاسيكية»، بل إطلالتها التي تلت أداءها لكونشرتو البيانو الثالث لبيتهوفن، وقامت على الـDJing، في فكرةٍ مبتكرة لم يشهدها لبنان من قبل.
أولاً، نُقلت الأمسية من «فندق البستان» إلى أحد النوادي الليلة في بيروت، لتأمين حد أدنى من الأجواء المناسبة، وهذا جيّد. توقّعنا أن تكون أمسية مميّزة، لكن أمل معظم من حضروا خاب. هكذا، رافق كامبانر DJ أمّن لها مزج الإيقاعات وسرعتها، في حين تولّت هي بعض المزج، غير أن مساهمتها الأساسية كانت في العزف على البيانو الرقميّ (نوع Nord 2)، أعمال كلاسيكية (ساتي، باخ،...). باختصار، النتيجة العامة للأمسية أتت سيئة بحق التكنو والكلاسيك معاً، لعدة أسباب أبرزها قد يكون عدم التحضير المسبق الكافي لهكذا عرض.
إذاً، يتابع «البستان» نشاطه ويصل الليلة إلى أمسية غناء أوبرالي تحييها السوبرانو ريغولا موليمان ترافقها أوركسترا «لا فوليا» المتخصّصة في موسيقى حقبة الباروك. تحتفي الأمسية، بجزءٍ منها، بكليوبترا من خلال مقتطفات من أعمال تناولت حياتها، لمؤلفين معروفين جداً أو مغمورين جداً من حقبة الباروك، مثل هاندل، فيفالدي، سكارلاتي (الأب)، هاسّه، جيمينياني وغيرهم.
غداً، أمسية فادو (الغنائي التقليدي البرتغالي) مع المغنية كاتيا غيريرو، وهي من محطات الدورة القليلة التي ليس لها أي علاقة بالكلاسيك. ترافق غيريرو فرقة تقليدية تضم عازفَي غيتار برتغالي، عازف غيتار كلاسيكي وعازف كونترباص.
أما الأحد، فالموعد مع زنّوبيا (وبلقيس أيضاً) من خلال أمسية، هذه المرّة غير غنائية، بل موسيقية أساسها آلة الترومبت. هكذا يؤدي العازف المجري الشاب تاماش بلفالفي وOrquesta Joven de Extremadura، بقيادة جيانلوقا مرتشيانو، برنامجاً عليه كونشرتو الترومبت الشهير للمؤلف الألماني هومل، وافتتاحيتان أوركستراليتان لكلّ من المؤلفَين الجرمانيَّين غولدمارك وراينيكه.

---------------

الثامنة والنصف من مساء اليوم، غداً وبعد غدٍ.