بحث وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس، المستجدات الإقليمية، في أول زيارة يقوم بها الوزير الإيراني للدولة الخليجية، منذ أكثر من عام ونصف عام.
وزيارة ظريف للدوحة هي الأولى، منذ تموز 2015، وتكتسب أهمية خاصة، حالياً، نظراً إلى أنها تأتي بعد زيارتي الرئيس حسن روحاني، منتصف الشهر الماضي، للكويت وسلطنة عمان. ووفق مصادر إيرانية، فإن القيام بهذه الزيارة جاء انطلاقاً من إدراك إيران لـ«رغبة الدول الخليجية في تغيير الأوضاع، الأمر الذي لم يكن متاحاً في ظل الظروف غير المناسبة لمثل هذه الزيارات، في خلال الأشهر الماضية»، أي بعد كارثة مِنى والتوتر الذي رافقها.
أما عن اختيار قطر لتكون المحطة الخليجية التالية ضمن التوجّه الإيراني الجديد باتجاه الخليج، فقد أشارت المصادر إلى أن هذه الدولة «تختلف بالنسبة إلى إيران عن السعودية والإمارات والبحرين، ولكنها أيضاً تختلف عن عُمان والكويت»، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه «لا يمكن غض النظر عن دور قطر في الظروف الحالية». وأوضحت أنه «على هذا الأساس جرت الزيارة على مستوى وزير»، وليس على مستوى رئيس دولة. وفي انتظار تبلور نتائج الزيارات الإيرانية ــ الخليجية المتتالية، تتوقّع المصادر الإيرانية أن «تكون لها آثار إيجابية في إذابة الجليد بين إيران والدول الخليجية»، وذلك على اعتبار أن «ما حصل العام الماضي من سحب للسفراء الخليجيين من طهران لم يكن برغبة من كل دول الخليج تماماً، بل حصل نتيجة للضغوط السعودية على هذه الدول».
وفي خلال اجتماع ظريف بنظيره القطري، أكد الأخير «أهمية أن ترتكز العلاقات الخليجية ــ الإيرانية على الاحترام المتبادل، ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول». وشدّد على أهمية أن تستند تلك العلاقات إلى القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، مؤكداً أهمية تسوية أية خلافات من طريق التفاوض والحوار البناء.
من جهته، أعرب ظريف عن تمنياته للعلاقات الثنائية بين البلدين بالمزيد من التطور، مشيراً إلى تطلع بلاده إلى «تعزيز التعاون مع دولة قطر ودول المنطقة لإيجاد حلول للقضايا الإقليمية، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
(الأخبار)