بعد أحد عشر عاماً على غياب محمد الماغوط (1934 ــ 3 نيسان 2006 / الصورة) تمكّن مثقفو مدينة السلميّة، مسقط رأس الشاعر الراحل، من انتزاع قرار رسمي من البلدية بإطلاق اسم محمد الماغوط على الساحة الرئيسية في المدينة، بدلاً من اسمها القديم «ساحة الأزهر» وسيتوسطها تمثال للشاعر.
وبذلك، ترد المدينة بعضاً من دينها المؤجل لصاحب «غرفة بملايين الجدران» الذي سبق أن كتب عنها قصيدته «سلميّة» واصفاً إياها بأنها «الدمعة التي ذرفها الرومان»، و«الطفلة التي تعثّرت بطرف أوروبا، وهي تلهو بأقراطها الفاطمية وشعرها الذهبي، وظلّت جاثية وباكية منذ ذلك الحين، دميتها في البحر، وأصابعها في الصحراء». كان الماغوط قبل رحيله بسنوات قد رمّم البيت الذي شهد ولادته، لكنه لم يزره إلا مرّة واحدة قبل رحيله. وقد أشيع بأن البيت سيتحول إلى متحف يضم آثار الشاعر ومقتنياته، لكن هذه الأمنية لم تتحقق، وما زال البيت مغلقاً بعد رفض شقيقه الأكبر فتحه لاستقبال الزوّار، وفقاً لما قاله الشاعر فاتح كلثوم أحد منشطي الثقافة في المدينة. كما لا أحد يعلم ما مصير النصوص الأخيرة التي كتبها الشاعر في آخر أيامه، وكان صرّح بأنه بصدد إصدارها في كتاب تحت عنوان «عواء الشعوب بالمقلوب».