اعتبر السينمائي السوري محمد ملص (1945) في حواره مع برنامج «المختار» (إعداد وتقديم باسل محرز على راديو «المدينة إف إم») أن السؤال الذي درج في كواليس الوسط الثقافي السوري حول التوجه إن كان موالياً أو معارضاً، يعتبر «أعلى درجات الجهل والارتزاق».
إذ رأى أن السؤال الحقيقي يجب أن يكون منصباً على مدى «حرية تعبير المثقف عن رأيه»! وتابع بأنّ «السينما السورية لا تزال تحبو، ولم تتحول بعد إلى سينما مرتبطة بالناس والشارع وسوقها الداخلي، لأن الأمر يتطلب دعماً رسمياً وعقلية منفتحة تنجم عن إيمان، وقناعة بأنّ الفن السابع أداة خطيرة ومؤثرة». أما عن عمله مع الجهات الحكومية، فقد أفصح مخرج «الليل» (1993) أنّ «المؤسسات الرسمية، لم تول السينما الاهتمام اللازم، فالأفلام لا يجب أن تكون حبيسة الخزائن، أو حكراً على المهرجانات، إنما يجب بناؤها وفق علاقة مباشرة مع الجمهور، كي تعبر عن حقيقة الارتباط بين الثقافة والإنسان».
في السياق ذاته، أوضح صاحب «أحلام المدينة» (1984) أنّ نجاح السينما «يتطلب سوقاً ونقداً وإمكانيات فنية وإدارة ناجحة، ونحن لدينا نقص في كل هذه الجوانب، إضافة إلى تجاهل الجمهور كلياً، مما جعله يبتعد عنها بسبب الإدارات التي لا تعرف أن تخدم السينما».
كذلك تحدث ملص عن فيلمه الأخير «سُلّم إلى دمشق» (2012) معتبراً إياه خطوة هامة نحو سينما تشبه جيل الشباب الذي ترك له مساحة كبيرة في بناء الشخصية والحوار والبطولة ليكون الفيلم منسوجاً بلغة الواقع. وأضاف أنّ «ما حدث في العالم العربي خلال السنوات الماضية، يبين أننا لم نكن واعين، ولا قارئين جيدين لتاريخنا وحاضرنا، رغم أنه تم تنبيهنا بطرق كثيرة».
وحول ترأسه لجنة التحكيم في مهرجان «وهران السينمائي الدولي»، علّق ملص أنه «تابع الأفلام السورية المشاركة باهتمام شديد منطلقاً من واجبه الوطني والأخلاقي».
وفي ختام الحديث، أفصح المخرج المرموق أنه «في صدد إقامة دورة تدريبية قريباً في دمشق للشباب تركّز على الكتابة عبر الكاميرا، وصياغة فكرة الفيلم وجدانياً». وعن مشاريعه، كشف أنّها «كثيرة لكنها تحمل درجة من الاستقلالية تزيد من صعوبة تحقيقها» فيما يبقى حلمه الكبير مرتبطاً بتحرير جميع الأراضي المحتلة.