حرص رئيس أركان جيش العدو، غادي أيزنكوت، على طمأنة الجمهور الإسرائيلي بعد الرسائل التي وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مؤكداً أنه «لا يرى استعدادات في لبنان للمبادرة إلى عمل هجومي ضد إسرائيل». وأوضح في خلال مثوله أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أنَّ الهدف من مواقف السيد نصر الله «إيجاد معادلة ردع بهدف المحافظة على الوضع القائم».
مع ذلك، كرر أيزنكوت المعزوفة الإسرائيلية بأنَّ حزب الله «يواجه أزمة مالية ومعنوية نتيجة مشاركته في الحرب السورية»، ولكنه أقرّ، في الوقت نفسه، بأنَّ الحزب يراكم خبرة عملانية جوهرية بفعل هذه المشاركة.
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ كلام أيزنكوت أتى تعقيباً على مواقف السيد نصر الله الذي شدد على أنَّ حزب الله «لن يلتزم الخطوط الحمراء» في الحرب المقبلة، وبعد التهديد باستهداف حاويات الأمونيا ومفاعل ديمونا النووي.
في حديثه عن الجبهة السورية والجولان، قال رئيس أركان جيش العدو إنَّ من الممكن أن يتجدد القتال في الربيع حول السيطرة على الجولان السوري. وتابع قائلاً إنَّ مصلحة إسرائيل تكمن في أن يكون في الطرف الثاني «تنظيم دولتي وعنوان منظم للعمل إزاءه، إلى جانب خروج كل القوات الأجنبية وعودة القوات الأممية (أندوف) لفضّ الاشتباك».
وكان أيزنكوت قد تطرق في بداية حديثه إلى الأهداف التي وضعها الجيش أمامه في عام 2016، وعلى رأسها مواصلة جاهزية الجيش للحرب. وأضاف أنه حصل تحسن في مستوى وكمية التدريبات والقدرات الاستخبارية والذخيرة العسكرية. وشدد على أنَّ الأمر الضروري لتحقيق حسم وانتصار في المعركة، في حال اندلاعها، هو المناورة البرية بأقصى قوة ممكنة وبأقل فترة زمنية، إلى جانب مهاجمة أهداف بقوة هائلة.

أيزنكوت: للانتصار نحتاج إلى عملية برية سريعة وقصف هائل

ومع أنه أكد أيضاً أنه لا نيات في غزة للمبادرة إلى عمل هجومي ضد إسرائيل، قال إنَّ على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي في 2017، ما يجري في قطاع غزة من استعدادات. ولفت إلى أن اختيار يحيى السنوار رئيساً لحركة حماس في القطاع يثبت أنه لا يوجد فرق بارز بين المستوى السياسي والعسكري في الحركة. وعن الأنفاق، أكد أيزنكوت أنَّ جهود الجيش تتواصل طوال الوقت منذ تشرين الأول عام 2013، لإيجاد حل لهذه المشكلة. وفي محاولة لاحتواء مفاعيل ما ورد في تقرير مراقب الدولة الذي سُمِح بنشره، عن فشل استعدادات الجيش في مواجهة الأنفاق بخلال عدوان «الجرف الصامد» عام 2014، أكد أيزنكوت أنه «في كل الأحوال، فإن جبهة غزة على رأس سلم أولويات الجيش للسنة الحالية».
وبالقياس إلى الوضع الأمني المحيط بإسرائيل، لفت إلى أنَّ العام الماضي كان جيداً. وقال إنَّ النصف الأول من العام الماضي تميز بمواصلة «الإرهاب» الذي بدأ في عام 2015، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وأنه حصل تحسن في النصف الثاني من العام الماضي. وأقرَّ في الوقت نفسه بكثافة محاولات تنفيذ العملية، موضحاً أنَّ الجيش قتل في السنة والربع الأخيرة 171 منفذ عملية. وأشار أيضاً إلى أنَّ 45% من منفذي العمليات يحملون بطاقات شخصية زرقاء، في إشارة إلى أنَّ كونهم من سكان القدس الشرقية المحتلة.
ورأى أيزنكوت أنَّ المفتاح لتقليص العمليات التي ينفذها الفلسطينيون هو «تفعيل القوة الصحيحة التي تفصل بين الإرهاب ومجمل السكان، وإعطاء الفرصة لخلق ديناميكية حياة تتمثل في التعليم والعمل في الجانب الفلسطيني، والتي يجب الحفاظ عليها كل الوقت». وعلى خلفية محاكمة الجندي القاتل اليئور أزاريا، الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل، تطرق أيزنكوت إلى العلاقة بين الجيش والمجتمع في إسرائيل، مشدداً على الثقة التي يمنحها الجمهور للجيش.