في أطروحته «جبل عامل في العهد العثماني- دراسة فكرية - تاريخية» (دار الرافدين-2017)، يذهب بنا الباحث سيف أبو صيبع، الى الحقبة الممتدة بين 1882 و1914،عبر 4 فصول أرخت وأضاءت على هذه المرحلة الهامة من تاريخ تلك المنطقة، ولم تقف عند جغرافية الجنوب اللبناني بل تعدته الى الإقليم العربي والإسلامي.
يضيء الكاتب على الحقبة الواقعة تحت الإحتلال العثماني، وكان لها الدور في رسم معالم الواقع الفكري والثقافي لجبل عامل، سيما مع نشر أهم الأعلام والمثقفين في تلك الحقبة، وبدء تكوين مختلف وجهات النظر، مما أثرى الحركة الثقافية وساهم في نهضتها وتقدمها.
شكل عام 1882، نقطة إنطلاق لهذه الحركة الفكرية الإصلاحية التنويرية، مع تأسيس مدارس علمية، أولها في مدينة النبطية، لتسود بعد ذلك مجموعة متغيرات عام 1914، مع إزدياد تضييق سلطات الإحتلال العثماني على روّاد الفكر.
يمرّ المبحث تاريخياً، بأهم الأسس التي قامت عليها الحركة الثقافية الفكرية في جبل عامل. كما يفنّد لحركة الإصلاح والتجدّد التي ساهمت في تكوين هذه الحركة. ولا شك في أنّ للعلم والتعليم الدور الأساس فيها، موازاة مع حركة التأليف عند أهم العلماء، على سبيل المثال: السيد محسن الأمين، الشيخان عبد الحسين شرف الدين، وعبد الحسن صادق. حركة ساهمت بالتأكيد في خلق أفكار وإتجاهات متعددة. يضاف اليها تعليم المرأة وتحريرها بل دعوتها الى المشاركة في العمل السياسي والمطالبة بحقوقها في هذا المجال.