منعت «هيئة الإعلام الأردنية» أخيراً عرض فيلم «انشالله استفدت» للمخرج محمود المسّاد في الصالات التجارية، بدعوى احتوائه مشاهد تشكّل «إساءة لهيبة الدولة». الفيلم الذي نال دعماً مالياً من «صندوق الهئية الملكية الأردنية للأفلام»، وأيضاً الموافقة الأمنية لتصويره قبل 3 سنوات، منع بعد إقامة عرض يتيم له في 6 شباط (فبراير) الماضي بتنظيم من الهيئة المذكورة، وبحضور زوجة شقيق ملك الأردن الأميرة ريم علي في سينما «العبدلي»، بمشاركة 250 شخصاً، وبقاء ضعف هذا العدد في الخارج لعدم قدرته على الدخول.
يصوّر الفيلم بعين نقدية التجاوزات الإدارية والفساد في المؤسسات الرسمية، وإنعكاسها على الحياة اليومية للمواطنين، وإنجرارهم الى الوقوع فيها، ويلتقط أساليب إحتيال المواطنين أيضاً. يستوحي «إنشالله أستفدت» أحداثه من الواقع، بروح من الكوميديا السوداء، الممزوجة بالسخرية، في عالم تسيطر عليه البيروقراطيا وإنعدام الكفاءة. شمل تحفظ «هيئة الإعلام الأردنية» مشاهد تخص موظفاً في مكتب تخليص الجمرك، وأخرى لقاض، ورجال شرطة.
من جهته، اعتبر المخرج الأردني أن هذه المشاهد تشكل ثلث الفيلم، وأن الحذف سيضر بالقيمة الفنية للعمل. وفي حديث خاص مع «الأخبار»، إستغرب المساد هذا المنع، بعد موافقة الدولة على إنتاجه، وبعد 5 سنوات من التحضير له، قائلاً: «كان أملي السماح بعرض الفيلم لأنه يحاكي قصتنا ومعاناتنا الحقيقية واليومية»، وأضاف: «لم يكن في نيتي الإساءة أو التجريح لأي سلطة أو جهة أمنية».
يذكر أن الفيلم نال أفضل جائزة فيلم آسيوي، وأفضل ممثل في «مهرجان وارسو الدولي» في بولندا، وحصد سيناريو «انشالله استفدت» جائزة من «هيئة أبو ظبي للأفلام» من بين أكثر من 160 سيناريو (2011). كما حاز جائزة تلفزيون «آرته» الفرنسية -الألمانية لأفضل تقديم لمشروع سينمائي. كما اختير الفيلم في برنامج «آتليير» ضمن مهرجان «كان» السينمائي الدولي.