اختار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الصحيفة الأقرب الى نتنياهو، إسرائيل اليوم، كي يقدم مواقف أكثر حذراً من شعاراته التي رافقته خلال حملته الانتخابية فيما يخصّ التوسع الاستيطاني، وهو ما قد يلقى أصداءً سلبية لدى اليمين المتطرف في اسرائيل، ولكنه يسمح لنتنياهو بمساحة مناورة في مواجهة منافسيه من اليمين.
في المقابل، تعهد ترامب بعدم إدانة اسرائيل خلال ولايته، وهو ما يوفر لها قدراً من الضمانة إزاء الخطوات التي قد تبادر اليها.
ما بين هذين الحدين يمكن لنتنياهو أن يكسب مساحة مناورة عبر التنسيق مع إدارة ترامب بما يمكنه من التعارض مع الادارة الاميركية وكبح المزايدات اليمينية وفي الوقت نفسه الاستمرار في التوسع الاستيطاني. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، فقد وصفه الرئيس الاميركي بالكارثي بالنسبة إلى إسرائيل، وأن كل ما فيه هو تهديد لها. كذلك أشار الرئيس الاميركي، ترامب، إلى أن البناء في المستوطنات لا يخدم عملية التسوية، مؤكداً أن على إسرائيل الانحياز إلى المنطق في تصرفاتها. ولفت الى أن البناء الاستيطاني يقلص من مساحة الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية، والتي يتفاوض عليها الجانبان منذ عقدين، مضيفاً "نحن نتحدث عن مساحة محدودة، وحين تأخذ أراضي للمستوطنات، تبقى أقل مساحة".
ورأى ترامب، في المقابلة التي نشرت إسرائيل اليوم جزءاً منها، أمس، ومن المتوقع أن تنشرها كاملة يوم غد (الأحد)، أنه "سيكون هنالك فرص لتحقيق سلام أكبر من سلام اسرائيلي – فلسطيني".
مع ذلك، أعرب ترامب عن توقعه أن يقدّم الجانب الفلسطيني التنازلات، مشيراً الى أن "أي اتفاق لن يكون جيداً إن لم يعجب جميع الأطراف". وأوضح "أسمع كثيرين من حولي يقولون إن التوصل إلى اتفاق بات غير ممكن. أنا أعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن. إنه أمر ضروري أن نتوصل إلى اتفاق".
أما بالنسبة إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فقد بدا ترامب أكثر حذراً في موقفه، واكتفى بالقول "إنه يفكر في الأمر بجدية، لكنه ليس قراراً سهلاً".
وتعهد ترامب بأنه لا ينوي التنديد بإسرائيل خلال ولايته، وبرر ذلك بالقول إن إسرائيل "عانت على مدار التاريخ من استنكارات قاسية. لست في صدد استنكار إسرائيل خلال ولايتي. أنا أقدّر إسرائيل كثيراً، وأفهم مواقفها بصورة جيدة جداً".
لجهة الاتفاق النووي مع إيران، وصفه ترامب بـ"الكارثة بالنسبة إلى إسرائيل، وأنه أمر لا يصدق، سواء على مستوى المفاوضات أو على مستوى التنفيذ"، مضيفاً أن كل يتعلق بالاتفاق "هو تهديد"، وكرجل أعمال أنا أعرف تشخيص الاتفاق السيّئ والاتفاق الجيد، ومن غير الممكن فهم هذا الاتفاق". ورأى أنه "بدلاً من أن تشكر إيران أوباما الذي كان منحازاً لصالحهم، هم تصرفوا بوقاحة حتى قبل أن يترك البيت الابيض، وللأسف أنه تم التوصل الى هذا الاتفاق".