أشياء تأتي على مهل
أفكرُ بك منذ ليلتين
إنها أشياء تأتي على مهل
لا نصاب بها دفعة واحدة
كلّ شيء ينفرط
الجدران
الكؤوس
والتفاح
ويصير خرزاً ملوناً يقفز حولي..
أجد الحب هكذا،
نحن في الحقيقة
نتحول حين الحب إلى كائناتٍ
يصعب جمعُها من جديد...

باص مسائي فارغ

كيف تصدّق أن ذراعيّ
سيقضيان عمرهما في عناق رجلٍ!
أمورٌ أخرى تحتاج أيدي.
الحقائب الجاهزة،
ملاعقٌ تحرّك بها السكر في مواعيد أولى
والباصات التي ستشير لها..
هاتان اليدان ستكونان مفيدتين أكثر
لو أنهما أشارتا لباص المساء
لأصعد بهدوء
ممتنة للأذرع الدافئة
التي ولكثرة ما عانقت بقوّة
طالت وطالت..
لتتعلم عناق كلّ ما حولها
حتى لو كان باصاً مسائياً فارغاً!
نتحول حين الحب إلى كائناتٍ
يصعب جمعُها من جديد...


عراك


لا تعرفني
أشعرُ بذلك
بذات الريبة
ينحدر الموج من صدري
لا مدّ في عراكنا
لا زبد يقترب من أقدامنا
لا تعرفني
لا جدوى من أيّ شيء..
لو أنك تركت جانباً منك
يمرّ فيه صوتي،
صافرتي
أو خشخشة تقلّبي على السرير
مصدقاً أنّي ليلاً
أنام في غابة
على العشب
فوق ورق الصنوبر
أشعر بأنفاس الوحوش
تشتمّني وترحل!
لكنت ميّزتني،
وقلت:
تلك هي
الشجيرة المائلة الأخيرة،
مرّ قربها غزال
ونام..

رائحة حليب ولعاب

أحتاج عناقاً طويلاً
منك أنت تحديداً
عناقاً..
يشبه دفن شعب (توراجا) للرضّع
وسط قبورٍ في أشجار عملاقة،
أحتاج عناقاً طويلاً
حتى يخرج النسغ من جسدي
أنا الطفلة التي دفنتها قبيلتها في شجرة ضخمة
وحين فتحوا التجويف،
وجدوا جسداً ذائباً
وجذعاً التحم فوقه..
كان للنسغ رائحةُ حليبٍ ولعاب..