بعيداً عن «النواعم» وكلامهن، والحديث عن «قضاياهن» و«هواجسهن»، التي استمرت لسنوات على الشاشات، خرج «قعدة رجالة» الذي دشن أولى حلقاته مساء الأحد على شاشة dmc المصرية. المحطة التي أبصرت النور أخيراً في القاهرة، يبدو أنّ انطلاقتها ستكون صاروخية باستقطاب أسماء بارزة في عالم الفن والتمثيل، وأيضاً بالإنتاج السخي الذي يميز برامجها.
«قعدة رجّالة» (إنتاج سالي والي- إخراج هيثم عزّو)، يقدمه ثلاثة ممثلين معروفين وبارزين، وأيضاً «وسيمين»: السوري مكسيم خليل، والمصري عمرو سلامة والأردني إيّاد نصّار.
البرنامج الذي يستوحي اسمه من التعبير المصري الشعبي، أُحيط بديكور على شاكلة منزل فخم عصري، يتنقل فيه الضيف/ة بين غرف الدخول، والصالون، وغرفة المكتبة. يتولى كل من المقدمين الرجال دفة الحوار على حدة، محاولين تقمص شخصيات أو نماذج ووجهات نظرها في قضية محددة. في حلقة الأحد الماضي، حلّت منى زكي ضيفة على «الرجالة» الثلاثة. بدت الممثلة المصرية على طبيعتها وعفويتها، ضمن جلسة اتخذت طابعاً حميمياً يغيب عادة عن نوعية البرامج الحوارية التي تستنطق الضيف، وتبحث بشكل مباشر في حياته الشخصية والمهنية.

حلّت منى زكي ضيفة
على الحلقة الأولى


في هذه الحلقة، واجهت منى بداية عمرو سلامة الذي تحدث عن زواجه وفتح المجال للكلام عن العلاقات الزوجية ومفاتيح نجاحها بتبادل التجارب بين الاثنين. بعدها، انتقلت النجمة المصرية إلى غرفة أخرى، لتقابل إياد نصّار الذي لعب دور الزوج المحبط من الارتباط، ومن «مؤسسة الزواج الفاشلة». أما مكسيم خليل، فكان الدور الذي تقمصّه مناسباً تماماً له: الدونجوان الذي يبرر لنفسه خروجه مع امرأة أخرى كي «يكسر الروتين»، و«يحافظ على زواجه». في الحالات الثلاث، لم تبد منى زكي أي تكلّف، بل دخلت في دور المرأة المستمعة لهؤلاء والناصحة لهم، محاولة إبراز وجهة نظرها، في العلاقات الزوجية وكيفية إنجاحها. وقعت زكي بين اختبارات عدّة، لنماذج موجودة في المجتمع الشرقي، وسط كمّ من الارتجال والمغالاة والاستفزاز، مارسه الرجال الثلاثة.
«قعدة رجّالة» لم يختر عبثاً ثلاثة وجوه معروفة في عالم التمثيل، ليقدموا برنامجاً مختلفاً من حيث النمط والمعالجة. برنامج بعيد عن التصنّع، أولاً من حيث الشكل، فالقائمون على البرنامج حرصوا على أن يشبه الديكور بيوت كل الناس، فيحيكون عبره علاقة عفوية مع المشاهدين، وأيضاً من حيث المضمون، الذي أتى أيضاً عفوياً، يظهر مهارات الممثلين الثلاثة في الأداء وتقمص الدور، ويجعل الضيفة بالتالي تشعر كأنها في بيت صديقها تستمع الى «فضفضته»، وتسدي له النصائح أو تعبّر عن غضبها في حال لم تعجبها حالته. «قعدة رجّالة» يفتح لنا باب هواجس، وأحاديث الرجال الغائبة تقريباً عن الشاشة لصالح «الستات» وباقي «النواعم». وهذا الأمر يظهر جلياً في البداية، عندما تنقل لنا الكاميرا، كواليس الحلقة، والحديث الذي دار بين الثلاثي، وطريقة التخطيط لتناول قضية «مؤسسة الزواج»، طبعاً في إطار تمثيلي لا يخلو من إظهار مدى انسجام المقدمين بين بعضهم بعضاً، مع اختلاف تجارب كل واحد منهم. كانت جلسة تحضيرية، لم تخل من بعض المناوشات والزكزكات، استعداداً لاستقبال منى زكي.

«قعدة رجّالة» كل أحد عند الساعة 21:00 على شاشة dmc- ضيفة الحلقة المقبلة الممثلة دينا الشربيني.