التقى نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، رئيس الأركان العامة للجيش التركي، الجنرال خلوصي آكار، على هامش أعمال المؤتمر السنوي لرؤساء الأركان، في مقر حلف شمالي الأطلسي (الناتو) في بروكسل. اللقاء، الذي يصنف على أنه الأرفع بين ضباط إسرائيليين وأتراك منذ عام 2010، يأتي ترجمة لتحسين العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وإشارة جديدة إلى توطدها بعد اتفاق المصالحة بين الجانبين. كذلك نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن رؤساء أركان جيوش دول عربية شاركوا في لقاءات بحثت جملة أمور، منها «قضايا مكافحة الإرهاب».
وتولى غولان رعاية حفل الافتتاح الرسمي لمكتب إسرائيل في مقر «الأطلسي» في بروكسل، بعدما تقرر قبول إسرائيل كشريك من خارج الحلف، وإزالة تركيا اعتراضها عن المشاركة الإسرائيلية. وشدد نائب رئيس أركان جيش العدو في كلمته، على ضرورة تعزيز العلاقة بين إسرائيل و«الحلف الأطلسي» في ضوء التهديدات المشتركة في المتوسط.
في هذا السياق، أعربت نائبة الأمين العام للحلف، الأميركية روز غوتمولر، عن سرورها «لمشاركة إسرائيل في الناتو»، لأنها (إسرائيل) وفق تعبيرها «تشاركنا في القيم، وهي جهة ناشطة ومفيدة في الحوار المتوسطي المتعدد الأطراف». ووفق «يديعوت»، كان حضور غولان «مميزاً»، وسمع من الحضور مواقف داعمة لإسرائيل.
وكان المتحدث باسم «الحلف الأطلسي» قد قال إن وجود بعثة إسرائيلية في مقر الحلف هو «خطوة مهمة لتعزيز التعاون العملي بين حلف شمالي الأطلسي وإسرائيل»، مشيراً إلى أن إسرائيل هي «شريك فعّال» منذ عشرين عاماً في إطار الحوار المتوسطي لعام 1994، الذي يهدف إلى تشجيع التعاون بين سبع دول جنوبي المتوسط، وهي: إسرائيل، الأردن، مصر، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا.
وسعت إسرائيل و«الحلف الأطلسي» إلى تطوير العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، لكن العائق الأساسي كان الموقف التركي، العضو في الحلف، الذي يملك كغيره من الأعضاء حق النقض ضد مشاركة أي دولة ليست عضواً فيه. ومنذ أحداث هجوم الجيش الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية عام 2010، فرضت أنقرة قيوداً على أنشطة إسرائيل وعارضت أي تعاون معها في «الأطلسي»، لكن هذا الموقف تغير أخيراً بعد تحسين العلاقات والتطبيع بين الجانبين، وذلك في مرحلة ما بعد اتفاق المصالحة، إذ أزالت انقرة اعتراضاتها، الأمر الذي مهد الطريق أمام تل أبيب وفتح أمامها أبواب بروكسل على مصراعيها.