بعد تميّزها في دور «سوسن مبارك» في مسلسل «أمير الليل» (كتابة منى طايع، وإخراج إيلي برباري/ من الإثنين إلى الخميس ــ بعد نشرة الأخبار المسائية ــ lbci)، أطلت الممثلة والسيناريست ومقدّمة البرنامج اللبنانية هيّام أبو شديد مساء أمس ضمن برنامج «لهون وبس» (21:45) على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال». بابتسامة عريضة رافقتها طوال الوقت وبلوك أنيق «سبور ــ شيك»، تحدّثت أبو شديد عن الدور الذي أثبتت فيه مجدّداً جدراتها التمثيلية، وكيف حضّرت له وتعاطت معه في حياتها اليومية، لا سيّما أنّ تصوير العمل استمر لمدّة سنة وثمانية أشهر تقريباً.
بين ثنائيات المسلسل، استخوذ «عدلي» (أسعد رشدان) و«سوسن» على اهتمام المتابعين. هو الرجل المتواضع المحب لحياة القرية البسيطة، والذي أسّس معملاً وجمع ثروة كبيرة بعدما عاش حياة متواضعة. وهي السطحية المولعة بالبذخ والمظاهر الفارغة، والحريصة على العيش دائماً وسط الطبقة المخملية. بأداء متمكّن نجح أسعد رشدان وهيّام أبو شديد في تقديم دوريهما، مظهرين بوضوح طبيعة العلاقة المعقدة بين شخصيتين مختلفتين إلى هذا الحد، لكنهما غارقتين في الحب! ولأنّ الحبّ وحده لم يكف لكي يتمسّك الرجل بزوجته، تشكّل لحظة طلاقه لها بعد سنوات طويلة من الزواج وتركه منزل العائلة في بيروت صفعة قوية لـ «سوسن» التي سرعان ما تنبذها جميع الصديقات لأنّها «مرأة مطلقة»، وتغرق في وحدتها وحنينها إلى حبيب عمرها. التعليقات الواردة على مواقع التواصل الإجتماعي، تؤكد أنّ كثيرين يفضّلون «سوسن القديمة»، الغارقة في الطبقية والعنصرية والعجرفة واللؤم، لا «الجديدة» التي صارت تحب كنّتها «زينة» بنت مختار الضيعة (روان طحطوح) بعدما كانت ترفضها تماماً وتشجّع إبنتها «رجا» (عصام مرعب) على التخلّص منها لأنّها «لا تناسب مستوانا الإجتماعي». ولعلّ السبب يعود إلى خفّة الظل الكبيرة التي كانت تظهر في أداء هيّام أبو شديد للدور في البداية، ما قدّم نموذجاً أميناً وصادقاً عن شريحة واسعة من المجتمع اللبناني لا تزال تفكّر وتتصرّف بهذه الطريقة حتى اليوم.
في حلقة الأمس من البرنامج الذي يقدّمه هشام حدّاد، رأينا هيّام المرأة والفنانة المتصالحة مع نفسها،على طبيعتها مئة في المئة، وبكامل عفوّيتها وحيويّتها وجرأتها. ولا شكّ أن روحها المرحة برزت جلياً حين طلب منها حدّاد أداء شخصيات مختلفة في أوقات وانفعالات منوّعة لا بل متناقضة، وحين انضم إلى المقابلة لاحقاً الممثل الشاب عصام مرعب أيضاً.
يذكر أنّ أبو شديد هي كاتبة فيلم «بغمضة عين» (إخراج سيف شيخ نجيب ــ إنتاج «فاكون فيلمز») الذي يؤدي بطولته الفنان زياد برجي، وحصد أرقام مشاهدة عالية جداً خلال أقل من أسبوعين على طرحه في الصالات اللبنانية. وخلال الحلقة، أشارت مقدّمة برنامج «استديو الفن» سابقاً إلى أنّ صداقتها بالكاتبة منى طايع إنتهت بعد 35 عاماً، مشيرة إلى أنّ محاولاتها لتصحيح الأمور باءت بالفشل.