للشيف أنطوان الحاج، خبرة في عالم الطهو تربو على أكثر من 40 عاماً، وخبرة في عالم التلفزيون أكثر من 21 عاماً متنقلاً بين شاشات عدة آخرها على «تلفزيون لبنان» في برنامجه الشهير «مأكول الهنا». الشيف (1954) الذي كان أول طباخ على شاشة التلفزيون اللبناني (1995)، استطاع حجز مساحة له في فن الأطباق وطهوها عبر مئات الوصفات، وعدد من الإصدارات المرجعية في عالم الطبخ.
جذبت شخصيته العفوية والقريبة من الناس ومطبخهم، العديد من المتابعين/ات والمهتمين/ات، وكذلك وصفاته السهلة التي تتكئ في غالبها على الأسلوب السهل والأطباق الكلاسيكية التقليدية المعروفة عند الجميع. أضحى هذا الكاراكتير مع الوقت محط متابعة وإهتمام من قبل صنّاع البرامج التلفزيونية. هكذا، شارك العام الماضي في البرنامج الغنائي «ديو المشاهير» على mtv. رغم أن صوته رديء، استثمرت مكانته المهنية ودمجت أجواء الطهو في الغناء، مما أسهم مجدداً في زيادة شهرة الشيف.
في الآونة الأخيرة، ارتكزت البرامج الساخرة على الشيف أنطوان، وأصبحت بعض محطات برنامجه اليومي على الشاشة الرسمية محط تندّر ومصدراً لإطلاق النكات. بات «مأكول الهنا» محطة أساسية، وفتاتاً تعتاش منه برامج «لهون وبس» (lbci)، «هيدا حكي» و«منّا وجر» (mtv)، للسخرية من مواقف محددة -غالبها لا يستدعي الضحك- كتكراره كلمة «ألو» للمتصل/ة، أو سوء فهم حصل بينه وبين هذا المتصل. مع الوقت وعجز هذه البرامج عن جلب مادة ساخرة قوية، ظلت الأنظار متركزة على «الشيف أنطوان»، مما خلق ردوداً وردوداً مقابلة من الأطراف المعنية. إذ تعمد الشيف أنطوان ذكر هذه البرامج ومخاطبتها. الجانب الإيجابي من هذا الأمر، هو دخول شركات إعلانية الى مطبخ الشيف أنطوان كي تستغل الدقائق القليلة التي يظهر فيها على شاشات هؤلاء (تحظى بنسب مشاهدة عالية)، بغية وضع إعلان منتوجاتها هناك، مستغلة هذه الفسحة كبديل عن منصة الشاشة الرسمية التي تغيب عنها نسب المشاهدة.
لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً. على سبيل المثال، عمد «لهون وبس» الى تمويه هذه المنتوجات مع كل مقطع منشور، «قطعت برزقه» كما يقال باللغة العامية، وظلت تمارس دورها في السخرية المبالغ بها التي تخرج عن اصول البرامج الساخرة.
للشيف أنطوان شعبية واسعة، وللبرامج الساخرة «رايتينغ» تتباهى به كل مرة، غير موجودة عند الشيف. وللشيف أيضاً كما «تاتا لطيفة» التي نالت حصتها أيضاً من السخرية البلهاء، واللذين جمعهما عالم المطبخ، خبرة في عالم التلفزيون، والنجومية. أوصلت كل منهما الى شاشة مختلفة، في زمن ندر فيه التقدير لهؤلاء، وزاد فيه إنتاج المواد التلفزيونية الهابطة، التي تستثمر على ظهور كبار من أمثال: الشيف أنطوان وتاتا لطيفة.