ردّت محكمة التمييز برئاسة القاضي جوزف سماحة، أمس، طلب التمييز المُقدّم من زوج الضحية رولا يعقوب، المُتهم بقتلها. وبذلك، تكون محكمة التمييز قد أحالت المُتهم الى محكمة الجنايات في الشمال بتهمة التسبّب بالموت. وكانت الهيئة الاتهامية في الشمال قد أصدرت في 12 أيار الماضي، قرارها في قضية قتل يعقوب، والذي قضى باتهام زوجها بالتسبب بموتها. حينها، أصدرت مُذكرة توقيف بحقه وفسخت بذلك القرار السابق "المثير للجدل"، الذي أصدره قاضي التحقيق في الشمال الاء الخطيب في كانون الثاني 2014، ومنع بموجبه المحاكمة عن المتهم لعدم كفاية الدليل وقضى بإطلاقه، متجاهلاً أدلة كثيرة أدلى بها الشهود. فما كان من الزوج المُتهم إلا أن تقدّم بطلب تمييز حكم الهيئة الاتهامية في حزيران الماضي، وعليه أُبطلت مُذكّرة إلقاء القبض عليه. اليوم، وبعد مُضيّ نحو 7 أشهر على طلب التمييز، حسمت محكمة التمييز القضية وردت الطلب.
هذا القرار، وإن جاء متأخراً، لاقى ردود فعل إيجابية من قبل المتابعين للقضية الذين اعتبروا أن القرار المذكور يُمثل نموذجاً يجب أن يتم إرساؤه لتصويب مسار العدالة ضماناً لحقوق ضحايا العنف الأسري، وخصوصاً أن قضية رولا يعقوب تحولت الى رمز للعنف ضدّ المرأة وشكّلت دافعاً أساسياً لإصدار قانون حماية المرأة من العنف الأسري في نيسان عام 2014.

كان الزوج المُتّهم قد تقدّم بطلب تمييز حكم الهيئة الاتهامية في حزيران الماضي

تقول المسؤولة الإعلامية في منظمة كفى عنفاً واستغلالاً، مايا عمّار، إن هذا القرار هو القرار الثاني الذي تتخذه محكمة التمييز الذي يُنصف حقوق النساء ويُصوّب المسار "المشبوه" الذي سبق أن رافق القضية، مُذكرةً بقرار محكمة التمييز الجزائية التي نقضت حكم محكمة الجنايات في بيروت (برئاسة القاضية هيلانة اسكندر) في جريمة قتل منال عاصي، وقررت إعادة المحاكمة في هذه القضية، وكانت قد حدّدت الأول من كانون الأول الماضي موعداً لجلسة استجواب الزوج المدان بجريمة قتل زوجته، محمد نحيلي.
وبالعودة الى قضية رولا يعقوب، فإنّ قرار الهيئة الاتهامية بحق الزوج المتهم عُدّ "إنجازاً" مهماً بعدما كادت القضية أن تُقفل نهائياً بسبب المماطلة في المحاكمة. والجدير ذكره في هذا الصدد، أن الهيئة الاتهامية في الشمال قبلت طلب استئناف حكم منع المحاكمة عن الزوج في تموز 2014 واتخذت قرار التوسع بالتحقيق وإعادة الاستماع الى الشهود، لكنها لم تبتّ القضية إلا في أيار الماضي، ما يعني أن النظر في هذا الطلب استغرق نحو 28 شهراً، لتصدر الهيئة قرارها. واليوم، وبعد مضيّ أكثر من ثلاث سنوات على مقتل يعقوب، يعود المتهم ليُحاكم مُجدداً.