بعد مدة نسبية من الهدوء الأمني في مدينة القدس المحتلة، وتراجع عدد العمليات ضد جنود العدو الإسرائيلي فيها، نفذ الشهيد فادي نائل قنبر (28 عاماً) أمس، عملية دهس أسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة عشر، وصفت جراح خمسة منهم بالخطيرة.
العملية كفعل بدّدت حالة الاطمئان التي عاشها العدو في الأشهر الماضية، ووصفه القدس بـ«مدينة آمنة»، كما جاء على لسان رئيس بلدية الاحتلال فيها، نير بركات، منذ أيام. في تفاصيل العملية، أن الشهيد قنبر كان يقود شاحنة («ونش» لشركة البناء التي يعمل فيها)، في منطقة جبل المكبر في القدس، عندما دهس مجموعة من الجنود الصهاينة كانوا في «جولة سياحية خاصة بالعسكريين بالقرب من مستوطنة ارمونا نتسيف» المطلة على القدس.
ووفق شهود عيان صهاينة، فإن أكثر من خمسة وأربعين جندياً كانوا واقفين بجانب الحافلة التي أقلتهم عندما صدمهم قنبر بشاحنته. وأظهر شريط كاميرا مراقبة دهس الجنود وعودة الشهيد بشاحنته إليهم مجدداً للتأكد من نجاح عمليته، قبل أن يطلق الدليل السياحي النار على قنبر.
واستدعى فرار جنود العدو من مكان تنفيذ العملية، فتْح تحقيق داخل الجيش الإسرائيلي عن سبب هربهم عوضاً عن إطلاقهم النار على الشهيد. وقال الدليل السياحي، في حديث إلى القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إنه «عندما أوقفت الحافلة لإنزال الركاب، صدم ونش كل الجنود الذين كانوا يقفون بجانبها. لم أدرك أنها عملية دهس إلا بعدما لاحظت أن السائق عاد ودهس المصابين على الأرض مرة أخرى. فأطلقت من مسدسي أكثر من 12 رصاصة، فيما كان الجنود الآخرون يفرون من المكان».
وفي بيان لشرطة العدو، قالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري، إن قوات العدو دهمت منزل الشهيد في جبل المكبر و«اعتقلت تسعة مشتبهين؛ خمسة منهم هم من أفراد عائلته وحولتهم إلى التحقيق». وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، للصحافيين في موقع الحادث، إن «إرهابياً منفرداً يقود شاحنة صدم مجموعة من الجنود كانوا يقفون على جانب الطريق». وأضاف: «كانوا يترجلون من الحافلة، وعندما ترجلوا وبدأوا تنظيم صفوفهم استغل الفرصة لمهاجمتهم».
في غضون ذلك، قالت ليئا شريبير، وهي إحدى المرشدات في الجولة، للصحافيين، «سمعت الجنود يصرخون... رأيت شاحنة على جانب الطريق. بدأ الجنود بإطلاق النار. كانت هناك أوامر وصراخ في كل مكان. طلب منهم الاختباء وراء الحائط خوفاً من هجوم آخر». وتابعت: «لا أعلم كم استمر الأمر. ربما دقيقة ونصف دقيقة حتى قيام الجنود بفتح النار».
بعد استشهاد قنبر واللغط الذي دار عن شبهة انتماء الشهيد إلى «داعش» انطلاقاً من الحديث الإسرائيلي عن ذلك، أعلنت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أن قنبر «أحد رفاقها». كذلك سارعت الفصائل الفلسطينية إلى «مباركة العملية»، وأصدرت بيانات في هذا الصدد، وخاصة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الصابرين»، مضيفة أنها ترى أن ما حدث يأتي في سياق طبيعي للرد على جرائم العدو.
(الأخبار)