دويّ الانفجار الذي استيقظت عليه بلدة العين في البقاع الشمالي أعاد إلى الأذهان لحظات دموية عاشتها المنطقة على وقع التفجيرات الإرهابية. فالعين كما جاراتها النبي عثمان والهرمل والقاع تعرضت لاستهداف من المجموعات المسلحة في جرود عرسال ورأس بعلبك بصليات صواريخ. صباح يوم أمس كان حزيناً في البلدة، فقرابة السادسة والنصف صباحاً وقع انفجار داخل فان من نوع مرسيدس في أحد أحيائها، أدى إلى مقتل نائب رئيس بلديتها خالد حوري، وجرح صاحب الفان محمود حوري الذي نقل إلى مستشفى دار الحكمة في بعلبك.
الأجهزة الأمنية فرضت طوقاً حول المكان، وسط ذهول أبناء البلدة والمنطقة، بسبب مقتل «الرفيق خالد». فالجميع في العين يتحدث عن الرجل الخلوق والعصامي، وابن الحزب الشيوعي منذ نعومة أظفاره.
التحقيقات الأولية بوشرت من قبل الشرطة العسكرية والأدلة الجنائية وسرعان ما رجّحت مصادر أمنية ألا يكون للأمر علاقة بأي عمل إرهابي. ولفتت المصادر إلى أن التحقيق يشير إلى فرضية أن «قنبلة يدوية كانت بين يدي أحد الشخصين، إما سائق الفان محمود، وإما خالد الذي كان واقفاً خارج الفان من جهة السائق». وترجح المصادر الأمنية أن «عيباً أو خللاً فنياً أصاب القنبلة، ما أدى إلى انفجارها ومقتل خالد. أما محمود، فبُترَت يداه وحالته الصحية خطرة».

رجّحت مصادر
أمنية ألا يكون
للأمر علاقة
بأي عمل إرهابي

عائلة «الرفيق خالد» طالبت الأجهزة الأمنية بإنجاز التحقيقات سريعاً، وأكد رئيس بلدية العين زكريا ناصر الدين لـ»الأخبار» أن خالد حوري «من الأشخاص المحبوبين وليس لديه أعداء، خصوصاً أنه خدوم ويجهد من أجل مساعدة الناس»، رافضاً التكهنات بشأن الحادثة.
وفي وقت لاحق نعى الحزب الشيوعي حوري العضو في قيادة الحزب في البقاع الشمالي الذي «استشهد إثر تفجير إجرامي عدواني». وجاء في البيان أنه «دحضاً لكل ما يثار من شائعات، فإن الرفيق خالد حوري يعمل في الشأن العام على صعيد بلدته والمنطقة، وهو مقاوم في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ولا عداوات أو خلافات شخصية له. إن عدونا الوحيد هو العدو الصهيوني والعدو الإرهابي، ونطالب القوى الأمنية بالإسراع في التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الجريمة، حرصاً منّا على الأمن والاستقرار».