"ارتياح كبير" لدى إسرائيل إزاء زيارة وفد من رجال الأعمال اليهود إلى البحرين قبل أيام. انطباع خلصت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية في تغطيتها تلك الزيارة التي أثارت ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والإقليمي. حفاوة كبيرة تبدّت في الإعلام الإسرائيلي الذي بثّ مقاطع فيديو تظهر أعضاء الوفد اليهودي وهم يؤدون رقصة "عيد الحانوكاه" في منطقة سار غرب المنامة.
وتظهر المقاطع، كذلك، رجال أعمال بحرينيين يشاركون نظراءهم اليهود الرقص، ويشعلون "الشمعة الأولى للعيد" على وقع أنغام تتغنّى ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. اللافت أيضاً أن القناة العاشرة الإسرائيلية تحدثت عن "دهشة اليهود من حجم الاستجابة"، لدى مضيفهم في البحرين، للرقصة المعروفة بأنها "ذات طابع ديني يهودي متطرف".
وجاءت هذه التقارير لتدحض ما حاول المقرّبون من النظام ترويجه من أن الزائرين ليسوا إلا تجاراً وحاخامات يهوداً، إلى جانب تصريحات وتسريبات عززت السياق "التطبيعي" للزيارة، حيث كشف موقع "تايمز أوف إ­سرائيل" أن زيارة وفد من حاخامات حركة "حباد" اليهوديّة المعروفة بالتطرّف، الأسبوع الماضي، إلى البحرين للاحتفال بعيد "الحانوكاه" اليهودي، جاءت "بناءً على دعوة من ملك البحرين نفسه".
وتُعدّ زيارة هذا الوفد الصهيوني إلى البحرين خطوة إضافية على طريق تعزيز التطبيع الثقافي والأمني والعسكري والاقتصادي، تمهيداً لتكريسه على المستوى السياسي. ومن المقرر أن تستضيف البحرين وفداً رياضياً إسرائيلياً في أيار/مايو المقبل ضمن اجتماعات "كونغرس الفيفا". وعلى الرغم من صدور بيانات رفض واستنكار للزيارة المرتقبة من "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع" وغيرها، فإنّ رئيس اتحاد كرة القدم البحريني، علي بن خليفة آل خليفة، أكد موافقة السلطات البحرينية على زيارة الوفد الإسرائيلي للمنامة.
ويُعتقد أن سفيرة البحرين في واشنطن، هدى نونو، هي أول من وضع لبنات هذه "الحميمية" منذ شباط/فبراير 2010، خلال لقاء بين وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة، وأعضاء بارزين في منظمات ولجان دينية يهودية معروفة بالتطرف، أبرزها منظمة "آيباك"، و"اللجنة اليهودية الأميركية"، ومنظمة "بني بريت"، و"اللجنة الأميركية اليهودية لمكافحة التشهير"، وشخصيات إسرائيلية ذات نفوذ كبير في واشنطن، في مقر حركة "حباد" الدينية. وعلى إثر ذلك، تطورت مغازلة اللوبي الإسرائيلي، بمباركة من الملك نفسه، عبر حملات العلاقات العامة التي تولتها شركات إسرائيلية، لتجميل الصورة القبيحة لانتهاكات النظام أمام المجتمع الدولي.
ووفقًا لصحيفتي "الغارديان" و"الإندبندنت" البريطانيتين، فقد أعطت السلطات البحرينية شركات الطيران الإسرائيلية الإذن في استخدام المجال الجوي للبحرين، فيما تجري مساع لتأسيس سفارة ومكاتب تجارية، والسماح للسياح الإسرائيليين الحاملين الجواز مع الختم الإسرائيلي بالدخول إلى البحرين.