يحتاج إلى القليل من العفوية والخروج من قيود الاستديواتّخذ الزعتري ورفاقه من استديو الأخبار مكاناً لبثّ برنامجهم. ديكور مريح للنظر أكثر من ديكور «شي.أن.أن.»، لكن الجامع بين المشروعين الساخرين هو خروجهما بالمحتوى نفسه. في B.B.Chi، أوجد سلام «فورما» جديداً على الشاشة أشبه بصناعة محلية لعمل شعبي يحتاج إلى مضمون دسم تتم معالجته بأسلوب مضحك مبك. كذلك يتضمّن البرنامج مجموعة تقارير تُعالج قضايا اجتماعية وحياتية بأسلوب جذاب. يعتبر B.B.Chi أشبه بجلسة شبابية بين الرفاق (جزء منهم واقف في الاستديو وبعضهم الآخر جالس)، يتمّ فيها التعليق ببساطة على مواضيع تهمّ الناس. صحيح أن المواد الجنسية كانت حاضرة في «شي.أن. أن.»، لكن طريقة تقديمها كانت ملفتة وبعيدة عن الابتذال والسوقية. تلك لم تكن الحال في البرنامج الحالي. ففي بعض الأحيان، تلفّظ الزعتري بعبارات سوقية مستمدة من المفردات الشوارعية والذكورية، مثل «يقبرني ط...» التي وجّهها إلى مسلسل «متل القمر» (mtv). كذلك، كانت هناك مبالغة في الحديث عن «ثديي» رولا يموت (شقيقة هيفا وهبي)، كأنّ الإعلام اللبناني لا تكفيه مواضيع الإثارة التي تنشرها بعض المواقع الإلكترونية. من جانبه، حافظ جنيد وعباس على مكانتيهما في البرنامج، وهما المراسلان المعروفان بأسلوبيهما العفويين في التعبير، وعلى لهجتيهما الجبلية والبقاعية. أما عبد الرحيم، فقد خرج قليلاً من إطار «الشخصية السميكة» التي عُرف بها في «شي. أن. أن.». لكن الملاحظ أن غياب وسام سعد، المعروف بشخصية «أبو طلال»، لم يترك أثره في البرنامج، رغم أنه كان من أعمدة العمل الساخر سابقاً. من جانبه، بدا فؤاد يمّين جديّاً أكثر في العمل الحالي، وكان ذلك الانطباع واضحاً بعدما خسر الكثير من الكيلوغرامات، وفقد القليل من «الكاريزما» المرحة التي التصقت به. في السياق نفسه، يعتبر سلام المحرّك الأول والأخير لفريق العمل، لكن حضوره في B.B.Chi لم يختلف عن دوره في «شي.أن.أن.». هو موزّع الأدوار بين الأطراف، لكن المشاهد افتقد المناوشات العفوية بينه وبين فؤاد. باختصار، كانت الحلقة الثانية من B.B.Chi جيدة مقارنة بالأولى، لكن البرنامج يحتاج إلى القليل من العفوية والخروج من قيود الاستديو التي ترتّب على أبطال العمل الساخرة ارتداء البزة «الشيك» والتقيّد بـ«سكريبت» جامد قليلاً.
* B.B.Chi: كل خميس بعد نشرة الأخبار المسائيّة على lbci