عندما «يمرض» القلب ينتهي كل شيء. لا تعود الحياة ما قبل مرضه كما بعده، فهذا الذي يسمونه «ميزان» الجسم قادر في لحظة ما، على إنهاء حياة. هذا ما تقوله دراسة «العبء العالمي للأمراض» التي نشرت نتائجها في مجلة «لانسيت». بقدر ما هو مخيف داء السرطان، إلا أنّه لم يعد «يتصدّر» قائمة الأمراض التي تؤدي للوفاة. على الأقل هذا ما يحصل في لبنان وفي عدد من الدول العربية، إذ أظهرت أنّ القلب تصدر القائمة في لبنان، العام الماضي، ليأتي بعده في الترتيب أمراض الدماغ الوعائية والزهايمر ومن ثم السكري وسرطان الرئة. هكذا، سجّلت أمراض القلب الإقفارية الرقم «واحد» كأسباب للوفيات في 19 دولة من أصل 22 في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي.
وفي معرض تفسيره لهذا الأمر، لفت مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد مقاييس الصحة والتقييم في جامعة واشنطن، الدكتور علي المقداد إلى أنّ المنطقة «تشهد زيادة في الأمراض غير المعدية بسبب التغيرات السلوكية مثل النظام الغذائي والنشاط البدني».
من جهة أخرى، وعلى صعيد عالمي، أشارت الدراسة إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع من 62 إلى 72 عاماً، ما بين الأعوام 1980 و2015. أما البشرى الأخرى، فتتعلق بانخفاض نسب وفيات الأمهات (الحوامل والجدد)، ففي لبنان مثلاً، انخفضت النسبة من 24 حالة عام 1990 إلى 13 خلال العام الماضي، من كل 100 ألف ولادة حية. كذلك الأمر بالنسبة إلى وفيات الأطفال التي انخفضت بدورها، وإن كانت لا تزال دون المطلوب، إذ برغم التقدم الكبير الذي أحرزه العالم في هذا المجال، وصل أعداد الأطفال المتوفين دون سن الخامسة العام الماضي إلى 5.8 مليون طفل.