بعد شهرين من التوتر والتهديدات المتبادلة بين «أبناء العم» في عشيرة الهرامشة، على خلفية تبادل لاطلاق النار بين شابين من العشيرة، ينتمي أحدهما لحزب الله والآخر لتيار المستقبل، رعى شيخ مشايخ العشائر العربية عضو مجلس الشعب السوري عبد العزيز الملحم مصالحة بين المتخاصمين، بحضور منسق تيار المستقبل في البقاع الغربي أيوب قزعون ونائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي.
فقد المستقبل جزءاً من نفوذه
عند بعض العشائر العربية

وبحسب مصادر واكبت مفاوضات «الصلحة» يأتي تدخّل الملحم، بعد «عجز قزعون عن إيجاد مدخلٍ على عشيرة الهرامشة، التي كان يوحي لقياديي التيار أنها في الجيب، ليتضح بعد التدخلات فقدان التيار جزءاً من نفوذه عند بعض العشائر العربية».
وبحسب المصادر، فإن أكثر من أربع جهات تدخلت لحل الإشكال، فضلا عن المستقبل، الذي «نفض يديه من مونته على العشائر، وتحديداً على ذوي عيسى العقلة الشاب الذي ينتمي إلى التيار، والذي اشتبك مع ابن عمه عقلة العقلة المنتمي إلى حزب الله، وأصابه بثلاث طلقات، ما فاقم التهديدات بالثأر، وألهب عشائر قب الياس». غير أنه كان لفاعليات قب الياس، كرئيس حركة شباب البقاع عماد قزعون والقاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية وطارق طالب، دور أساسي في حصول الصلحة، التي حضرها الملحم وابنه نواف وحشد كبير من مشايخ العشائر العربية في البقاع الغربي والاوسط والشمالي وعشائر الشمال، وفعاليات بقاعية.
من جهته، شدّد قماطي على ضرورة «تحصين الوطن والأمة بالحوار والتلاقي، وليس منا من يدعو للعصبية»، فيما نوّه شيخ عشيرة الزريقات، كامل الظاهر، بمساعي اعضاء لجنة المصالحة الذين «كرسوا وقتهم للتلاقي والصلح بين أبناء العم من عشيرة الهرامشة»،
أما عماد قزعون، فحيا «جميع الأطراف التي قفزت فوق جراحها وقدمت مصالح العشائر بالصلح هذا»، وخاصة أن «الخلاف وقع بين أبناء العمومة»، منوّهاً بـ«موقف المصاب عقلة العقلة الذي طلب من والده عدم الثأر وتخطي الحقد». بدوره، تمنّى الملحم أن «تكون هذه المصالحة باباً لفتح أبواب مصالحات كبيرة في الوطن العربي»، بعدما تسلم «صرة عرب» (مبلغ من المال) من ذوي مطلق النار، ليسلمها بدوره إلى ذوي المُصاب بحسب الأعراف العشائرية. أمّا القاضي شرقية، فأكّد على «ضرورة الحوار والتلاقي وتجاوز كافة الخلافات، وخاصة في هذا الوقت الذي يعصف بالبلد».