أسهمت الاتصالات وإجراءات الجيش اللبناني وتوقيف مشتبه فيهم في تبريد الأجواء في الضنية، بعد حوادث السلب والسطو المسلح التي قام بها مسلحون في جرد مربين (الضنية)، وفرارهم في اتجاه الهرمل، ما خلّف أجواءً من التوتر ارتدت طابعاً مذهبياً غير مسبوق في تاريخ العلاق بين أهالي المنطقتين.
توجّه لإغلاق كل الطرقات الفرعية بين الضنية والهرمل
وباشر الجيش فجر الأحد عمليات دهم واسعة في جرد مربين وجوارها، وأوقف شخصين هما علي ع. (من الهرمل) ومحمد هـ. (من الضنية) الذي ضبطت في حوزته، وفق بيان للجيش، "3 بنادق حربية، كما ضبطت خلال عمليات الدهم 5 بنادق حربية ومسدس، مع كمية من الذخائر العائدة لها، و3 قنابل يدوية، وحوالى 35 شاحنة من نبتة حشيشة الكيف غير المصنعة ومعمل لتصنيع الكوكايين، وكمية من الكوكايين وحشيشة الكيف والأعتدة العسكرية".
وقالت مصادر أمنية لـ"الأخبار" إن "عدداً من المطلوبين المشتبه في تورطهم في عمليات التعدّي تواروا عن الأنظار، وهم يشكلون أكثر من عصابة يتوزع أفرادها بين الضنية والهرمل، وإن تعاوناً نشأ بين هذه العصابات".
تحرّك الجيش والكشف عن التوزّع المناطقي والمذهبي لأفراد العصابة تركا ارتياحاً وخفّفا من التوتّر المذهبي، فيما زار وفد من رؤساء بلديات الضنية مسؤول استخبارات الجيش اللبناني في الشمال العميد كرم مراد، ونقلوا عنه أن "الإجراءات الأمنية ستستمر"، وأن "هناك خطة ستطبّق لهذه الغاية، تتضمن إقامة حواجز ونقاط عسكرية في المنطقة". ومن بين الإجراءات، وفق المصادر الأمنية، "إقامة حاجز عند مدخل منطقة مربين لضبط حركة الدخول إلى المنطقة والخروج منها عبر أربع طرق، هي طريق الإنكليز، وطريق مربين ــــ قراصيا، وطريق المزرعة والطريق الرئيسية التي تربط الضنية بالهرمل".
وأكد رئيس بلدية بقرصونا الشيخ محمد هاشم، الذي يملك أبناء بلدته قرابة ثلثي الأراضي في جرد مربين، أنه "لا خلفية مذهبية لما يحصل، بل هناك أفراد عصابة يقفون وراء أعمال السرقة والسطو المسلح"، لافتاً إلى "تواصل مع فاعليات من الهرمل، وأكدوا لنا تبرّؤهم من أي شخص تثبت عليه التهم".
ويشارك أبناء بلدة بقرصونا في ملكية أرض جرد مربين آخرون من بلدات سير وقرصيتا والسفيرة وكفربنين والقمامين، إضافة إلى آخرين من الهرمل. وعلمت "الأخبار" أن هناك توجهاً لإغلاق الطرقات الفرعية كافة بين الضنية والهرمل، وهي طرقات أغلبها ترابية، والإبقاء فقط على الطريق الرئيسية، فيما يجري التواصل مع عشائر الهرمل لقيام وفد من الضنية بزيارتهم لاحتواء الوضع.