تمر الثواني ببطء شديد في انتظار السابعة من صباح السبت 1 تشرين الأول الجاري، موعد انطلاق السيارة الأولى، من بين أكثر من 40 سيارة فيراري، في جولة تمتد من بيروت إلى صيدا، فصور، فالناقورة، وبنت جبيل ومرجعيون والقرعون، وصولاً إلى بيت الدين، قبل العودة إلى قلب العاصمة، بهدف الإضاءة على جمال المناطق اللبنانية واكتشاف ما تزخر به من مواقع أثرية وتاريخية وطبيعية.
إكسير الشباب

يوم الجمعة، قبل ساعات من الموعد الرسمي للانطلاق، شرح المنظمون للمشاركين أن حد السرعة الأقصى المسموح به على الطرقات العامة هو 100 كم في الساعة. ضحك الجميع. لو كان للفيراري أذنان لربما ضحكت أيضاً. حتى ان احد أفراد الشرطة، المكلّفين تنظيم السير قرب فندق فينيسيا قبيل الانطلاق صباح السبت، لم يجد حرجاً في تغليب مشاعره تجاه سيارة "فيراري" على مسؤوليته في تطبيق القانون. سئل: "لو رأيت سيارة فيراري تتجاوز السرعة المسموح بها فهل تحرر مخالفة بحق السائق؟"، أجاب: "ما إلي قلب... بكفي تسمع صوتها"، ليتحمس زميله ويقول مبتسماً: "بعملو ضبط إذا ما سرع". حسين بزي، الموظف الستيني الذي قضى حتى الآن أكثر من 16 عاماً في العمل في فندق فينيسيا، يقرّ أنه رأى الآلاف من السيارات الفاخرة، ولكنه ما زال واقعاً في شباك الفيراري. يقول: "مرق عليي كتير سيارات، بس متل هالسيارة ما شايف". طيب ليش؟ شو السر يا عم حسين؟ يرد ببساطة: "هيدي سيارة ما بتختير". كأن في فيراري إكسير الشباب.
عدد كبير من المشاركين في الرحلة لبنانيون لم يسبق أن زاروا الجنوب

لبنانيون يكتشفون وطنهم

الرحلة طويلة. لكن، كلما تقدم المسار، تبلور معنى كلمات مؤسس الشركة أنزو فيراري: "لا أقود لأصل من نقطة إلى أخرى. إنني أتمتع بالسيارة، وأن أصبح جزءاً منها".
هدف الرحلة التي نظمتها "سكوديريا ليبانون"، الوكيل الحصري لفيراري، هو استكشاف لبنان. عدد كبير من المشاركين في الرحلة لبنانيون لم يسبق أن زاروا الجنوب من قبل.
لم يكن عبثياً إذاً أن يمنح المنظمون المشاركين جوازات سفر خاصة تختم عند المرور بنقاط محددة في عدد من البلدات والمدن. الكثير من السائقين، ومن السكان، سافروا إلى أقاصي الأرض ولكن لم يسبق أن قطعوا عشرات الكيلومترات في وطنهم.
في صيدا، حيث توقفت السيارات عند قلعتها الشهيرة، احتشدت مجموعة من الشباب المنبهرين بالسيارة. هل زرتم القلعة من قبل؟ يبادر احد الشبان للقول: "القلعة! منشوفها كل يوم. بس مش كل يوم منشوف فيراري".
تقف امرأة بشكل خجول لتلتقط بعض الصور. تتردد في الحديث، لكنها ما تلبث أن تعلن أنها لا تجيد القيادة. لماذا أنت هنا إذاً؟ "لأنني أحب الفيراري"، تجيب قبل أن تكمل التصوير.

عكس الصور النمطية

لم يكن الجنوب أكثر من درس في الجغرافيا والتاريخ بالنسبة إلى الكثيرين من المشاركين. مجرد بقعة من الأرض يتردد ذكرها في نشرات الأخبار. أفكار مسبقة أحاطت ولا تزال بسكان هذه المنطقة. ولكن، في صيدا وصور وبنت جبيل ومرجعيون، ظهر المئات من المواطنين عكس الصور النمطية عنهم. هم أيضاً مأخوذون بالفيراري ومتشوقون لمشاهدتها تمر عبر مدنهم وبلداتهم. يتمنون لو أن خدمات الدولة سريعة بسرعة الفيراري. أطفال يلوحون بأعلام فيراري، شبان، فتيات، كبار في السن، كثر حضروا لاستقبال السيارة الأسطورية. في الجنوب، بين جموع البسطاء المتحلقين حول سيارات يقدر ثمنها بعشرات ملايين الدولارات، تكتشف أن الفيراري أكثر من سيارة، هي رمز للثروة والقدرة. حتى الكتيبة الإيطالية في قوات اليونيفل كانت لها حصة من يوم فيراري الطويل. إن كانت السيارة قد سعت لتشجيع السياحة في لبنان فإنها نقلت الجنود الإيطاليين للحظات إلى ربوع بلادهم. يرى قائد وحدة التنسيق العسكرية ـــــ المدنية في الكتيبة الإيطالية إنيو تيبالدي أن "الشعبين اللبناني والإيطالي يتشاركان أموراً كثيرة ومنها عشق السيارات، وبالتالي ليس مستغرباً أن تحتل فيراري مكانة مميزة في قلوب اللبنانيين".
في بيت الدين، تجمعت السيارات في باحة القصر، هناك تتردد طرفة: لو أن الأمير بشير الثاني الشهابي الكبير أراد اقتناء سيارة فبأي واحدة كان سينصحه "أخوت شانيه"؟ لو أنه نصحه بغير فيراري لكان حتماً "أخوت"!
يختتم اليوم من حيث بدأ، فندق الفينيسيا. انتهت الرحلة ولكن الذكرى تبقى حاضرة. يصعب فراق الفيراري. تطفئ الراديو وتبتعد... ما حاجتك إلى الموسيقى وصدى سيمفونية الحصان الإيطالي الجامح لا يزال يتردد في رأسك.




«سكوديريا ليبانون»: نطمح للصدارة عالمياً

أقامت "سكوديريا ليبانون"، في 30 أيلول المنصرم، حفل عشاء في فندق فينيسيا في بيروت لمناسبة إطلاق الحدث الأول من نوعه في لبنان Panorama Lebanon 2016 بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى السائقين المشاركين في الجولة.
في حديث مع "الأخبار"، قال وكيل فيراري في لبنان حسن حيدر: "بما أننا حصدنا المرتبة الأولى العام الماضي كالمستورد الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإننا متفائلون بأن نكسب الرهان هذه السنة أيضاً ونتبوأ الصدارة. طموحنا أن نكون الأوائل على صعيد قارة آسيا ككل، ولن أخفي أننا نعمل لكي نكون الأوائل على مستوى العالم".
من جهته، يشير مدير عام "سكوديريا ليبانون"، جيلبيرتو ميديتشي، الذي انضم إلى الشركة في لبنان آذار الماضي بعدما عمل مع فيراري منذ عام 1995 إلى أن "نسبة المبيعات تطورت وستتطور أكثر بسبب الخطة التي وضعها كل من حسن حيدر وجيلبرتو ميديتشي. ونحن على ثقة أن نمو سوق فيراري في لبنان سيفوق المعدلات العادية. ونحن نأمل أن نتمكن من مضاعفة رقم المبيعات خلال السنتين المقبلتين".




الفائزون بالجولة

على الرغم من أن الجولة لم تكن سباقاً بالمعنى التقليدي للكلمة، إلا ان المنظمين، ولإضفاء جو من المتعة والحماسة، قرروا تقييم السائقين بحسب توقيت وصولهم إلى النقاط المحددة سلفاً. بناء عليه، وفي ختام الجولة جرى منح جوائز للمتسابقين الذين حلوا في المراتب الثلاث الأوَل، وهم:
1- آرا اتايان
2- أنطوان عبد الحق
3- شان فان دين هوت