جهاد الصمد «شيخ صلح» الضنية

  • 0
  • ض
  • ض

لم تكن المصالحة التي أُنجزت أخيراً بين عائلتي ضاهر وشندب في الضنية عادية، إذ إنها استغرقت نحو سبع سنوات قبل أن تبصر النور، «وكان الفضل فيها بعد الله للنائب السابق جهاد الصمد»، على حدّ تعبير عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ أمير رعد.

مصالحة ضاهر ــــ شندب لم تكن الأولى التي يرعاها الصمد من بابها إلى محرابها في الضنية. ففي السنوات الأخيرة تمكن، بالتعاون مع آخرين من أعضاء لجنة الصلح في المنطقة، من إرساء العديد من المصالحات، ما جعله مرجعاً في هكذا قضايا لدى أنصاره وخصومه على حد سواء.
رعاية المصالحات بين العائلات أضيفت إلى رصيد الصمد السياسي في المنطقة، إضافة إلى حضوره الخدماتي وتواصله مع أبناء المنطقة بشكل دائم وإبقاء أبواب منزله مفتوحة أمام أي طالب خدمة، فيما نواب المنطقة المحسوبون على تيار المستقبل، أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز وكاظم الخير، غائبون كليّاً عن الصورة.
وزاد غياب النواب الزرق وأزمتهم أمام جمهورهم وقياداتهم بعد الهزيمة الثقيلة التي أنزلها بهم الصمد وحلفاؤه في الانتخابات البلدية الأخيرة وفي انتخاب رئيس اتحاد بلديات الضنية، وهم لم يجدوا لمواجهة الصمد سوى الإيعاز إلى رؤساء بلديات محسوبين عليهم في المنطقة بالغياب عن لقاء المصالحة، بهدف قطع الطريق على تعزيز النائب السابق حضوره في المنطقة.
غير أن ذلك لم يحل دون حضور غفير ضاق به مسجد العين الكبير في بلدة بخعون، مسقط رأس الصمد، وقاعة المناسبات في المسجد ومحيطه، تقدمهم أمين الفتوى في الشمال الشيخ محمد إمام، ومسؤول استخبارات الجيش في الشمال العميد كرم مراد ورئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية وآخرون.
واستغل الصمد المناسبة ليوجّه رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، وتحديداً إلى تيار المستقبل من دون أن يسميه، لافتاً إلى أن «التجارب أثبتت أن سياسة الإلغاء والإقصاء لم تؤدّ إلا إلى مزيد من التدمير ودون نتيجة، لأن ما من أحد يستطيع أن يلغي أحداً، كما أن خطاب العنف والكراهية والطائفية أشد خطراً على الوطن من الإرهاب». ودعا إلى «مصالحة شاملة بين كافة مكونات الوطن اللبناني على قاعدة الاعتراف بالشراكة الكاملة والفعلية بينها جميعاً، دون تعالٍ أو استكبار أو هيمنة، وعلينا جميعاً أن نسعى إلى إعادة الاعتبار لمنطق الدولة، وسيادة القانون، واستقلالية القضاء، وآن الأوان لأن نرذل سياسات الفساد والمحسوبيات والتفرقة المذهبية التي طبقت طويلاً في حياتنا العامة، وأن نؤسس لوطن يليق بالأجيال المقبلة».

  • مزارعتان في الضنية

    مزارعتان في الضنية (مروان طحطح)

0 تعليق

التعليقات