كشف تفجيرا برج البراجنة الانتحاريان، وما أظهرته التحقيقات التي أعقبتهما، عن ثغر أمنية استفاد منها المخططون والانتحاريون الذين تنقّلوا بين البقاع والشمال وبيروت. فعلى رغم الإجراءات الأمنية عند مدخل بلدة عرسال، وتلك التي فرضت في مشاريع القاع بعد إبعاد خيم النازحين السوريين عن الطريق الدولية لمسافة كيلومتر واحد، تبيّن أن الموقوف ابراهيم رايد (أوقف عند نقطة الأمن العام في القاع) كان يتنقل بسهولة تامة، مع القدرة على نقل الانتحاريين من عرسال إلى الشمال فبيروت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الموقوف عدنان سرور الذي ساعد في نقل أحد الانتحاريين من سوريا الى لبنان.مسؤول أمني قال لـ «الأخبار» إن «الخرق» الذي أحرزه المخططون للعمل الانتحاري كشف «خللاً» في متابعة الإرهابيين وتنقلاتهم، «ووجود خلايا نائمة». وإزاء ذلك، بدأ الجيش سلسلة إجراءات في البقاع الشمالي تشمل التشدّد في التدقيق والتفتيش على النقاط والحواجز، خصوصاً تلك التي تشكل معابر حدودية أو بين المناطق، إضافة إلى إقفال معبري جسر حوش السيد علي ــــ الجنطلية (السورية)، والجسر الذي يربط الحوش الفوقا بالحوش التحتا، مع تشديد الرقابة على معابر المشاة التي تربط بين قرى لبنانية وسورية حدودية في البقاع الشمالي.

الإجراءات الأمنية طالت مخيمات النازحين السوريين في البقاع. ونفذت، على مدى الأسبوعين الماضيين، عمليات دهم واسعة لمخيمات في بلدات رسم الحدث وشعث وإيعات ودير الأحمر وبعلبك وشليفا وحوش الرافقة وحوش مصرايا وصولاً الى رياق والدلهمية والمدينة الصناعية في زحلة، وأوقف خلالها عشرات السوريين، وضبطت دراجات نارية وسيارات بيك آب. وفي خطوة شبيهة بتلك التي نُفِّذت في محلة مشاريع القاع حيث أبعدت خيم النازحين السوريين عن الطريق الدولية لمسافة كيلومتر واحد لحماية الآليات العسكرية والأمنية من أي مخاطر أمنية، طلب الجيش اللبناني قبل يومين من القيّمين على مخيم للنازحين السوريين في منطقة المعلقة ــــ الدلهمية ــــ المدينة الصناعية (زحلة)، «فكّ الخيم وإبعادها عن الطريق قبل الإثنين المقبل. كذلك أُبعدت المخيمات في كل من دير الأحمر وشليفا وبعض القرى عن الطريق مسافة تزيد على 300 متر.
وفي عرسال، تخضع المخيمات الواقعة ضمن نطاق الطوق الأمني للجيش في البلدة لعمليات دهم ومراقبة في شكل مستمر، فيما شُكلت لجان من النازحين في المخيمات لضبط حركة المشبوهين الذين يدخلون المخيم ويخرجون منه. أما تلك المنتشرة في جرود عرسال خارج الطوق الأمني، فتجهد نقاط الجيش في التشدد بعمليات التفتيش والتدقيق لقمع محاولات دخول مسلحين وإرهابيين اليها. وأكد المسؤول الأمني أن هذه الإجراءات تندرج في سياق العمل الأمني «الوقائي» لمواجهة الخطر الإرهابي و»تضييق الخناق على الشبكات وتفكيك خلاياها قبل ارتكابها أي أعمال تخريبية وإرهابية».