أوقف فرع المعلومات أمس مختار بلدة عربصاليم الجنوبية مصطفى م.، وصادر من مستودع عائد له أكثر من طن ونصف طن من المواد المتفجرة والصواعق و»فتائل التفجير». وبحسب مصادر أمنية، تبيّن أن كمية المتفجرات التي صادرها فرع المعلومات، في 17 الشهر الجاري، من مخبأ في طرابلس تستخدمه خلية تفجير برج البراجنة، مطابقة تماماً لمواد متفجرة مستوردة إلى لبنان من تركيا لحساب المختار الموقوف، إذ إن الأخير حائز على ترخيص رسمي لاستيراد المتفجرات وتخزينها وبيعها في لبنان.
ومنذ عقود، يستورد «الديناميت» وأنواعاً أخرى، ويبيعها لأصحاب المقالع والكسارات ولشركات المقاولات التي تعمل في مجال شق الطرق والهدم وحفر الأنفاق. ومن زبائنه الرئيسيين أصحاب المقالع والكسارات في جرود عرسال. ولوحظ أن غالبية «فتائل التفجير» المستخدمة في السيارات المفخخة التي تم ضبطها خلال السنوات الماضية مطابقة لتلك المستوردة لحساب المختار. وكان الموقوف يبرر ذلك لسائليه من الأجهزة الأمنية بأنها ربما تكون كميات باعها سابقاً لأصحاب المقالع والكسارات في جرود عرسال واستولت عليها الجماعات الإرهابية التي تحتل الجرود. لكن، بعد تفجير برج البراجنة، تبيّن للجهات القائمة بالتحقيق أن المتفجرات التي عُثِر عليها في طرابلس مطابقة لكمية مستوردة إلى لبنان قبل أقل من عام، ولحساب مصطفى م. تحديداً. وبناءً على ذلك، تم توقيفه، وجرت مصادرة كمية كبيرة من المتفجرات من مستودعه. ويتركّز التحقيق معه على الأشخاص الذين اشتروا منه مواد متفجرة خلال السنوات الماضية، لحسم ما إذا كان متورطاً في بيع «سلعته» بصورة غير قانونية.
وكان المختار قد أوقِف في سوريا قبل نحو 10 أشهر، إثر الاشتباه في تهريبه كمية من المتفجرات لجماعات مسلحة، لكن جرى الإفراج عنه بسبب عدم ثبوت الشبهات في حقه.
وكان عدد من أهالي بلدة عربصاليم قد احتجّوا قبل سنوات على وجود مستودع متفجرات في بلدتهم، لكنهم لم يتمكنوا من إجبار المختار على إقفال المستودع بسبب حيازته لتراخيص قانونية تتيح له تخزين المواد المتفجرة.
يُذكر أن مصادر أمنية تؤكد أن كمية هائلة من المتفجرات والفتائل والصواعق جرى استيرادها، بصورة شرعية، إلى لبنان منذ عام 2011، بما يفوق، بأضعاف، حاجة السوق اللبنانية.