يتهيأ طلاب الجامعة الأميركية في بيروت لانتخاب ممثليهم في الكليات وفي الحكومة الطلابية يوم غد. ويبدو واضحاً من متابعة اليومين المخصصين للترويج للحملات الانتخابية (الثلاثاء والأربعاء)، أنه لم يتغيّر الكثير على صعيد المتنافسين داخل الجامعة وبرامجهم الانتخابية. الانقسام السياسي في البلاد تترجمه الأحزاب السياسية الناشطة في الجامعة على شكل تحالفات ثابتة ضمن حملات انتخابية تحمل الشعارات نفسها ببرامج انتخابية مكررة.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي، فيتقلّب بحسب المكاسب السياسية التي يمكنه تحقيقها، إذ انضم هذا العام الى تحالف قوى 14 آذار، على غرار العام الماضي. في حين يكرّس النادي العلماني في الجامعة نفسه خياراً ثالثاً، وينافس الآذاريين عبر 62 مرشحاً في جميع كليات الجامعة، حاملاً برنامجاً انتخابياً يشكل امتداداً للحراك الطلابي الذي شهدته الجامعة في الأعوام السابقة. ويسجّل للعام الثاني على التوالي دعوة نادي السنديانة الحمراء لمقاطعة الانتخابات، بسبب اعتراضه على قانون الانتخابات من جهة، واعتباره أن التغيير الحقيقي يحصل من خارج الحكومة الطلابية والمجالس الطلابية من جهة أخرى. يُذكر أن النادي انضم العام الماضي الى ائتلاف شكلته القوى السياسية الناشطة في الجامعة، وقاطعه النادي العلماني، وقد نظّم هذا الائتلاف الحزبي اعتصامات رمزية عدة، من دون أن يحقق نتائج فعلية.
لدى المرور أمام الويست هول، المكان المخصص لترويج الحملات الانتخابية، يظهر بشكل لافت توزيع الحلوى والشوكولا والمياه على الطلاب من قبل قوى 8 آذار التي تحمل حملتها اسم Student for change، وحلف قوى 14 آذار ــ الاشتراكي، الذي تحمل حملته اسم Student at work، وتحوز رعاية إعلانية من شركة Fiordelli للألبسة الجاهزة، بحسب ما يظهر في الصفحة الأخيرة من الكتيب المتضمن البرنامج الانتخابي وأسماء المرشحين، فيما اكتفت قوى 8 آذار ببرنامج انتخابي من ورقة واحدة، تبدو طباعتها مكلفة أيضاً. النادي العلماني يتوسط الحملتين مكانياً، تحمل حملته اسمCampus Choice، لا يوزع شيئاً سوى برنامجه الانتخابي، فيما يجهد أعضاؤه ومرشحوه لتوقيف من استطاعوا من الطلاب المارين لتوزيع كتيّبهم وشرح بنوده وفتح حوارات مع الطلاب بشأنه.
تيريز كيروز، إحدى مرشحات النادي العلماني، تقول لـ»الأخبار» إن سبب دخولها هذه المعركة الانتخابية هو إيمانها بضرورة إحداث تغيير داخل النظام القائم في الجامعة عبر برنامج انتخابي يحقق هذه الغاية». كيروز التي تؤمن بالتغيير «الذي يبدأ من داخل الحرم الجامعي ويمتد الى خارجه» وبضرورة «تقديم البديل للطلاب»، تشرح برنامج النادي وعناوينه الرئيسية الثلاثة: الشفافية، إشراك جميع الطلاب في عمل المجالس والحكومة الطلابية ومشاركة الطلاب في الحكم، مضيفة إن كل المطالب الأخرى «تتفرّع من هذه العناوين الثلاثة التي يسعى النادي لتحقيقها، ومن خلال ذلك يستعاد الدور الفعلي للحركات الطلابية داخل الجامعات». يذكر أن جنان أبي رميا، مرشحة النادي التي وصلت منذ عامين الى رأس الحكومة الطلابية، طرحت هذه الشعارات وحاولت العمل عليها طوال مدة ولايتها.
المفارقة أن الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية فضلت أن تملأ برامجها الانتخابية بمطالب «تفصيلية» غير «جوهرية». رئيس خلية القوات اللبنانية جو عقيقي يقول في حديث إلى «الأخبار» إن حلف 14 آذار ــ الاشتراكي «انحشر» بسبب ضيق الوقت، فاضطر «للبحث عن مرشحين قبل البرنامج»، لذا غابت عنه أمور أساسية مثل الشفافية والمشاركة في الحكم وغيرهما، ويضيف إن الحلف سيعمل على هذه الأمور «حتى لو لم يذكرها البرنامج»، مضيفاً إن هناك «سمعة للجامعة تحاول الإدارة الحفاظ عليها»، في محاولة لإضافة تبرير آخر لعدم ذكر هذه المطالب، «بس ح يبيّن شغلنا عالأرض».
في الجهة المقابلة، تقول نور محيدلي من حملة 8 آذار الانتخابية إن هذه المطالب التي يرفعها «النادي العلماني» هي من المسلمات «حتى لو لم يذكرها برنامجنا الانتخابي»، إلا أنها في الوقت عينه تجيب عن مسألة مشاركة الطلاب في الحكم بالقول «ما فيك تضمن إنو كل الطلاب يعرفوا يمشّوا الجامعة». علي أيوب، أحد مرشحي 8 آذار، يبرر غياب هذه المبادئ عن البرنامج الانتخابي، بأنه يريد تحقيق «مطالب واقعية، وهذا ما أثبتته تجربة الحكم»، كما يعتبر أيوب أن مجرد وجود حكومة طلابية منتخبة من الطلاب، يعني أنهم حققوا المشاركة في الحكم.


البرنامج الانتخابي للنادي العلماني

البرنامج الانتخابي لتحالف 14 اذار - الاشتراكي

البرنامج الانتخابي ل 8 اذار