اعتصم، أمس، طلاب «ثانوية المربي حسن الحجّة» في طرابلس، احتجاجاً على التوجه لهدم الثانوية وإقامة مُجمّع تجاري مكانها. «الأخبار» علمت أنّ تاجر عقارات اشترى المبنى المكوّن من خمس طبقات من مالكه الذي كان يجدد كل سنة عقد الإيجار مع وزارة التربية، والذي تبلغ قيمته حالياً 237 مليون ليرة لبنانية.
إلا أنّ الوزارة لم تدفع، بحسب متابعين للملف، إيجار المبنى منذ أربع سنوات لأسباب لم تتضح حقيقتها، وأنها توقفت عن اعتماد الثانوية مركزاً للامتحانات الرسمية، رغم أنها كانت أحد أكبر المراكز طوال عقود طويلة. كذلك، فإنّ لمصلحة مياه لبنان الشمالي بذمة الثانوية مستحقات مالية تصل إلى نحو 35 مليون ليرة.
نفت وزارة التربية أن تكون قد تلقت أي عرض بشأن المبنى
لكن مدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي قال لـ"الأخبار" إننا "أبلغنا الأهالي أن تخوفهم ليس في محله، لكوننا لم نتلقّ كوزارة تربية أي عرض في هذا الخصوص من أي جهة، والأمور لا تزال تسير بصورة طبيعية"، رافضاً التعليق عما إذا كانت الوزارة قد توقفت عن دفع الإيجار أو لا.
الصرح التربوي الذي اشتهر باسم "ثانوية الملعب"، نظراً إلى ملاصقته للملعب البلدي في طرابلس، كان طوال نصف قرن "قبلة" لطلاب المرحلة الثانوية، الذين كان بعضهم يحاول تأمين "واسطة" لقبوله فيه، نظراً إلى مستواه العلمي الجيد وكفاءة أساتذته.
وقد حمّل بعض الأساتذة مسؤولية ما آل إليه الوضع في الثانوية للوزارة التي شاركت، كما قالوا، في الجهود غير البريئة لضرب الثانوية، "فالصراعات السياسية على التعيينات الإدارية والتعليمية، وتحديداً بين تيار المستقبل والرئيس نجيب ميقاتي، أدت إلى تدني مستواها وتراجع أعداد الطلاب فيها، فبعدما كان العدد يبلغ عام 1987 قرابة 1200 طالب، بات الطلاب اليوم لا يتجاوزون 170 طالباً، وهم يشغلون طبقة واحدة، فيما الطبقات الباقية شبه فارغة». هذا التراجع يعود أيضاً إلى خلافات بين مدير الثانوية، وليد الحفار، وبعض الأساتذة مع قسم آخر من المعلمين، إذ لوحظ بوضوح خلال الاعتصام حجم الانقسام وتبادل الشتائم والاتهامات بين الطرفين بشأن الواقع الذي وصلت إليه الثانوية.
في الاعتصام، دعا رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال عبد الحميد عطية المسؤولين في وزارة التربية إلى "المحافظة على هذا الصرح التربوي وإنشاء خلية أزمة لمعالجة التدهور ومحاسبة كل من يسهم فيه، مهما كانت صفته أو موقعه، وتوفير الدعم المادي والمعنوي والإداري للثانوية".
ورأى عطية أن دعم الثانوية هو ضمانة للتعليم الرسمي لما لها من رمزية على الخريطة التربوية، وهي الوحيدة في هذه المنطقة الحساسة من المدينة، قائلاً: «لماذا يهجرون الطلاب، فهذه الثانوية لنا ولأولادنا من بعدنا».