لا يخفي الوزير السابق فيصل كرامي إرتياحه الى «الانتصارات» و»الانجازات» التي حققها في الأشهر القليلة الماضية، في إستحقاقات إنتخابية نقابية ومحلية خاضها مع حلفائه في مواجهة تيار المستقبل.
«الدنيا تغيّرت»، في رأي «الأفندي». ويضيف: «لم تبق الأمور على حالها كما يظنّ تيار المستقبل، ولم يعد المواطنون يسيرون وراءه «زي ما هيي». هذا البلد مقسوم، كما نعرف جميعاً، ومنذ البداية كنا نقول إننا لسنا قلة، ولكنّ البعض لم يكن يريد أن يسمع ويرى الأمور على حقيقتها».
ومع أن كرامي يؤكد أن «الفوز والخسارة في أي عملية إنتخابية وديمقراطية لا يفسدان للود قضية»، فإنه يبدي عتباً كبيراً على التيار الأزرق إنطلاقاً من أن «كل الأطراف في البلد تتحاور، وتحديداً القوى السياسية ضمن الطائفة أو المذهب الواحد، إما بين بعضها بعضا أو بينها وبين الآخرين، إلا في الطائفة السّنية، حيث يرفض تيار المستقبل أن يتحاور مع الآخرين في الطائفة، برغم أن الأيام والإستحقاقات أثبتت أنه ليس كل البلد ولا كل الطائفة».
وللدلالة على ذلك، يشير كرامي إلى هزائم إنتخابية لحقت بتيار المستقبل في الأشهر القليلة الماضية، ومنها إنتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى وإنتخابات نقابة محامي طرابلس، وأخيراً إنتخابات نقابة أطباء أسنان طرابلس أول من أمس، نتيجة تحالف كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والنائب سليمان فرنجية، والنائبين السابقين جهاد الصمد ووجيه البعريني، والحزب السوري القومي الإجتماعي، وبقية حلفائه من القوى والشخصيات والأحزاب الوطنية والإسلامية. وهو يخصّ حلفه مع ميقاتي وفرنجية بتمايز خاص، فيشير إلى أن «التحالف مع ميقاتي باتت له حساباته وهو الذي بات يرجّح كفتنا، كما أن التنسيق والتعاون مع فرنجية جيد جدّاً».
هذه المواقف تثير تساؤلات عن نتائج الإنفتاح الأخير لكرامي على تيار المستقبل، بعدما استضافه الرئيس سعد الحريري في الرياض قبل أشهر، علماً انه يلتقي مدير مكتب الحريري، نادر الحريري، بانتظام، إذ يبدو أن هذا الانفتاح لم يتعدّ حتى الآن العلاقات الشخصية الجيدة الى امكان التحالف في أي انتخابات، نقابية أو نيابية، لرفض تيار المستقبل الاعتراف بأحجام خصومه وحيثياتهم الشعبية.