وصلت نفايات بيروت وجبل لبنان التي ترمى عشوائياً الى محافظة البقاع، وباتت المسألة تشكل أخطاراً بيئية وصحية على المواطنين ومياههم الجوفية ومزروعاتهم.
في بلدة المريجات البقاعية، وخاصة عند مدخل البقاع الشرقي، الذي لا يبعد عن منطقة ضهر البيدر سوى 2 كلم، في منطقة يتجاوز ارتفاعها عن سطح البحر 1250 متراً، اكتشف شبان المنطقة وجود جبل من النفايات عند بوابة البقاع للقادمين من بيروت، من الجهة الشمالية تحت الطريق الدولية.
جورج مشعلاني يؤكد لـ «الأخبار» أن النفايات رميت منذ أقل من أسبوع، مقدراً أنها حمولة نحو 5 شاحنات ممتلئة بالنفايات. ولأنّ المنطقة التي رميت فيها النفايات منحدرة، كان من الصعب رؤيتها إلا بعد ارتفاع كمية النفايات. فور اكتشاف هذه «الجريمة البيئية»، وفق تعبير مشعلاني، عمد الأهالي إلى وضع سواتر ترابية تمنع أي شاحنة من رمي النفايات، على أن يجري البحث عن طريقة لإعادة رفع النفايات من المكان، خاصة في ظل غياب البلدية.
«لا يمكن أن ندع هذه الأمور تستمر، وإن استدعى الأمر قطع الطريق أمام الشاحنات»، يقول ربيع المصري، أحد الأهالي المتضررين. يوضح المصري أن المنطقة التي رُميت النفايات فيها تُعَدّ مصدراً رئيسياً لمياه الينابيع والآبار لبلدات قب الياس والمريجات وجديتا، «يعني عشرات القرى بتشرب منها، عدا أنها منطقة بيئية سليمة نعتز ونفتخر بها، لا يمكن أن نكون شهود زور على هذه الجريمة»، لافتاً إلى أن تحركهم يهدف إلى منع تحويل هذه المنطقة إلى مكب.
في منطقة بشامون - عرمون، يتحدث الأهالي عن «كارثة نفايات» تهدد المجمعات السكنية والبيئة بعد استحداث بلدية عرمون مكبّاً عشوائيّاً للنفايات في منطقة ملاصقة تماماً لمساحة حرجية كبيرة ممتدة في الوادي الذي يشرف عليه حي المدارس.
فوجئ الأهالي في أواخر شهر تموز الماضي برمي شاحنات في وضح النهار حمولتها من النفايات في هذا المكب، وظنّ سكان المنطقة أن هذا المكب مؤقت. أما اليوم، فتُطمَر هذه النفايات بالردميات، إلا أن كميتها ازدادت بنحو ملحوظ أخيراً، مسببةً انتشاراً للذباب والروائح الكريهة، ويتخوّف الأهالي من انتشار أمراض جرثومية وأوبئة قد تسببها النفايات المتراكمة والمكشوفة، خاصة أن إزالة تلك النفايات باتت مهمة صعبة جداً، لأن جزءاً كبيراً منها وقع في الوادي، ملامساً أشجار الصنوبر، المهددة بالتآكل واليباس بسبب تسمّم تربتها المحيطة. وقد سبق للسكان مناشدة المعنيين معالجة هذه الكارثة، إلا أن أحداً لم يستجب.