قبل انتهاء المهلة المحددة (15 الجاري) لتنفيذ قرار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر بـ «إبعاد» خيم النازحين السوريين عن الطريق الدولية في محلة مشاريع القاع (البقاع الشمالي)، فُكّت الخيم عن جانبي الطريق لتتكشّف عن عشرات الغرف الاسمنتية التي شيّدت داخلها، والتي تتنوّع في أحجامها ووجهة استغلالها، بين غرف سكنية ومحالّ سمانة وحلاقة وكاراجات لإصلاح السيارات والدراجات النارية!أبناء بلدة القاع لم يستغربوا وجود هذه الغرف، إذ «لطالما رفعنا الصوت واعتصمنا لدفع الأجهزة الأمنية إلى قمع مخالفات البناء غير المرخص والمخالف للقوانين، وأبلغنا المحافظ أن أعمال تشييد الغرف تحصل داخل الخيم. فجأة تختفي الخيمة ويظهر مكانها بناء» بحسب تأكيد أحد أبناء القاع لـ»الأخبار».
غالبية المحالّ التي اكتُشفت بعد فك الخيم تقع في الجزء الشمالي من مشاريع القاع، الأقرب إلى نقطة معبر جوسيه وبلدتي الدورة والجورة. ويؤكّد «أبو ربيع الأطرش»، أحد المزارعين في المشاريع، لـ»الأخبار» أن «كل السوريين الموجودين في مشاريع القاع عمال لا نازحون». ويقول: «أقيم في مشاريع القاع منذ عام 1992، وأعرف الصغير والكبير هنا. كل السوريين عمال يشتغلون في الزراعة مع المزارعين القاعيين والعراسلة، باستثناء عائلات قليلة نزحت مع بداية الأزمة السورية، وغادر بعضها الى البقاع الغربي وبيروت، ومن بقي منهم انخرط في العمل الزراعي، مع الإفادة من الجهات الدولية المانحة».

أعرف الصغير
والكبير. كل السوريين هنا عمال زراعيون وليسوا نازحين


مئات الخيم الجديدة نُصبت على بعد مئات الامتار على جانبي الطريق الدولية التي تشق محلة المشاريع الممتدة بين الأمانة اللبنانية (مركز الأمن العام والجمارك) ومعبر جوسيه (مركز الأمن العام السوري)، إثر قرار المحافظ القاضي بـ «إبعاد» الخيم مسافة ألف متر عن الطريق الدولية، بعدما بات موقعها يمثّل «خطراً أمنياً على النازحين، وعلى آليات الجيش اللبناني وعناصره». وأوضح مسؤول أمني لـ «الأخبار» أن الهدف من القرار «تذليل العقبات أمام مكافحة خلايا ارهابية نائمة قد تتسبب بمخاطر أمنية»، مشيراً الى أن وحدات من فوج المجوقل والاستخبارات في الجيش اللبناني نفذت في الأسابيع الماضية عدداً من عمليات الدهم لخيم النازحين في مشاريع القاع، وأوقفت مئات ممن لا يملكون أوراقاً ثبوتية، فيما أكّد خضر لـ «الأخبار» أن «كل الأبنية المخالفة، سواء كانت للبنانيين أو سوريين، ستزال»، لافتاً إلى أن القرار في شأن مشاريع القاع «أخذ في الاعتبار مطالبة ابناء القاع والمشاريع بالتشدد في قمع مخالفات البناء التي تجري داخل الخيم وتحت جنح الظلام».




معبر جوسيه لن يفتح قريباً.

معبر جوسيه عند «الأمانة» اللبنانية ـــــ السورية، الذي أقفل صيف 2012 أمام حركة العبور، كان يمثّل متنفساً للبقاع ومزارعيه وتجاره نحو سوريا. وتشهد هذه النقطة الحدودية أعمال صيانة وتنظيف وتعبيد للساحات، وتجهيز المراكز الأمنية بالحواسيب والمعدات، بما يوحي بقرب فتح المعبر، لكن مسؤولاً أمنياً لبنانياً استبعد افتتاح المعبر قريباً، لافتاً الى الى أن ارهابيي «داعش» لا يزالون يسيطرون على جرود النعيمات ووادي رافق في جرود القاع، ويمكنهم استهداف المنطقة بالصواريخ وقذائف الهاون، «لذلك لا يمكن المجازفة بافتتاحه قريباً، وقد جرى التنسيق مع الدولة السورية للتريث في هذه الخطوة إلى حين إنهاء وجود المسلحين في الجرود».