لم يقدم رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، في مؤتمره الصحافي أمس «مضبطة»، بالوثائق والأدلّة، عن الفساد المعشش في وزارة التربية. فالكلام على استخدام كل مكونات الطبقة السياسية «كلن يعني كلن» الوزارة مكاناً لإمرار التنفيعات بقي في إطار العموميات المتداولة في أروقة الوزارة والمدارس والثانويات وبين المعلمين والأساتذة (زيادة عدد المتعاقدين، مناقلات في منتصف العام الدراسي أو آخره، تقسيم ساعات المادة الواحدة على أكثر من متعاقد، الخ). «المستند» الوحيد الذي أحال محفوض النيابة العامة المالية والنيابة العامة التمييزية إليه، هو تقرير أعدته إحدى المحطات التلفزيونية وقال إنه بمثابة إخبار لتتحرك. التقرير يتناول قضية فساد في وزارة التربية، وطلب آنذاك رأي محفوض في الموضوع، فأجاب: «لا أستطيع أن أتهم لأنني لا أملك معطيات، وعندما تتوافر المعطيات أعرضها على الملأ لأنني لا أخاف من أحد». هكذا، ردّ النقيب على كلام وزير التربية الياس بو صعب حين قال إنّه سيرفع دعوى قضائية ضد محفوض وكل من اتهم وزارة التربية بالفساد، مؤكداً أنّه تحت سقف القانون.

وفي ما يخص تساؤل الوزير عمّا فعله محفوض للمعلمين خلال 8 سنوات، وصف النقيب هذا القول بالتدخل السافر في شؤون الحركة النقابية، لأنّ من يحاسبه هم المعلمون والمجلس التنفيذي للنقابة الذي ينطق باسمه الذين انتخبوه لثلاث دورات متتالية، أي 11 سنة، لا وزير التربية، مؤكداً أننا لن «نسمح بأن تفعلوا بهيئة التنسيق كما فعلتم بالاتحاد العمالي العام ولن يكون هناك غسان غصن ثانٍ».

محفوض: إقامة دراسة تقويمية للامتحانات لا تعني اللعب بالنتائج
وأضاف: «النقيب ما عمل شي في السنتين الأخيرتين لأنك وزير تربية».
محفوض نفى أن يكون ما يحصل بينه وبين وزير التربية له طابع شخصي، بل ينطلق من موقع مسؤولية كل منّا، قائلاً: «ليس المهم يا معالي الوزير أن نحكي حلو وما نشتغل»، بدليل أن عشرات المعلمين في المدارس الخاصة خرجوا إلى التقاعد ولم يقبضوا تعويضاتهم ومنهم من فارق الحياة، بسبب عرقلة الوزير لتشكيل صندوق التعويضات، وعدم إرسال الأسماء العشرة إلى مجلس الوزراء في مخالفة للقوانين المرعية الإجراء، والتزام الأسماء الأربعة التي سماها المجلس الحالي للنقابة. واستدرك: «صوتي سيبقى عالياً وصارخاً وتحت سقف القانون». ودعا الوزير إلى أن يصحح معلوماته بشأن خرق محفوض للقرار النقابي لهيئة التنسيق ومداومته في المهنيات التي يعلم فيها خلال أيام الإضراب.
وذكّر بأنّ حملة إجازات الاقتصاد والمعلوماتية والفنون والمسرح... غير معترف بشهاداتهم كإجازات تعليمية، والنقابة عقدت مع الوزير أكثر من خمسة اجتماعات لمناقشة الأمر.
أما بخصوص إعادة التصحيح في الدورة الثانية، فرأى أن معالجة الشوائب وإقامة دراسة تقويمية لأداء الأساتذة لا تعنيان اللعب بالنتائج، مشيراً إلى أنّ النقابة أصدرت بياناً وأيدت ما ذهبت إليه رابطة أساتذة التعليم الثانوي وأكثرية اللجان الفاحصة من رفضها لإعادة التصحيح، لأن هذا يمسّ بسمعة الشهادة اللبنانية، «فكنا مع إعادة جمع العلامات للمعترضين فقط وليس إعادة التصحيح ولأسماء لا نعرف من يحددها ولماذا؟ وهي وليس غيرها». وأحال الوزير إلى بيان رابطة أساتذة التعليم الثانوي التي قال إنها تحدثت عن تزوير في إعادة التصحيح، وقدمت شكوى إلى التفتيش التربوي في هذا الخصوص.
وشدد على أنّه لا يمكن محاربة غلاء الأقساط المدرسية إلّا ببناء مدرسة رسمية جيدة والاهتمام بمرحلة الحضانة.