منذ عام 2005، يحتكر تيار المستقبل التمثيل النيابي للضنية. ومنذ عام 2005، اكتفى نواب المنطقة من نيابتهم بالمواقف السياسية والمذهبية التي لا تطبّب مريضاً ولا تعلّم طالباً ولا تعبّد طريقاً. من هنا، فإن افتتاح طريق بخعون ـــــ حرف سياد، أمس، بطول نحو كيلومترين بين جرد المنطقة وساحلها في المنية، لم يكن حدثاً عادياً في منطقة لم تر طرقاتها الزفت منذ زمن.
والطريق المذكور لم يأت بعد عقد كامل من القحط في المشاريع فحسب، وإنما بجهود نائب المنطقة السابق جهاد الصمد لا نوابها الحاليين. وهو الأول من نوعه منذ انجاز أوتوستراد بخعون ــــ طاران الذي يربط بين وسط الضنية وجردها، الذي كان الصمد أيضاً وراء إنجازه قبل أكثر من عشر سنوات.
تحت لافتات الشكر له ولوزير الأشغال غازي زعيتر، دشّن الصمد الطريق الجديد وشنّ هجوماً على نواب تيار المستقبل «الذين يعملون على عرقلة تنفيذ بعض مشاريع المنطقة» من دون أن يسمّيهم، كما هاجم محافظ الشمال رمزي نهرا الذي أوقف العمل بإنشاء مبنى إتحاد بلديات الضنية في بلدة بخعون رضوخاً لضغوط نواب التيار الأزرق في المنطقة. وسأل الصمد: «أين هو (نهرا) من مخالفات الأملاك البحرية والتعديات عليها، ولماذا لم يقم بإيقافها واستعادة الإملاك العامة؟»، و»ماذا عن الأملاك النهرية، وعن وجوده قبل أيام فوق أملاك عامة أقيمت عليها مشاريع إستثمارية بشكل مخالف للقانون»، في إشارة إلى تلبية المحافظ دعوة نواب القضاء، أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز وكاظم الخير، الى غداء في مطعم أقامه مقرب من فتفت على أملاك عامة وفوق نبع مياه الزحلان قرب مجرى نهر، من دون رخص إستثمار، فضلا عن مخالفات أخرى، مثل تشييد مدعومين من فتفت وتيار المستقبل مطاعم وفنادق فوق أملاك عامة. وسأل الصمد أيضاً: «كيف يجوز غضّ المحافظ النظر عن مخالفات بهذا الحجم، بينما يعرقل إنشاء مبنى عام ليس للإيجار أو الإستثمار أو المنفعة الشخصية؟».




العسيري «يكزدر» في الضنية

على نحو مفاجئ، وصل السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري إلى الضنية، أمس، في زيارة بعيداً عن الإعلام على عكس ما تجري العادة لدى زيارة «سفير خادم الحرمين الشريفين» الى أي منطقة لبنانية، حيث ترفع اللافتات وصور العاهل السعودي، وتقام حفلات إستقبال كبيرة. مصادر أكدت لـ «الأخبار» أن الجولة خاصة، إذ زار خلالها النائبين قاسم عبد العزيز وأحمد فتفت، من غير أن يزور النائب الثالث عن قضاء المنية ــــ الضنية كاظم الخير، وتوقف في مغارة الزحلان، قبل أن يلبي دعوة عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى علي طليس لتناول الغداء في منزله في بلدة عيون السمك، في حضور النواب فتفت وعبد العزيز والخير وهادي حبيش وخالد زهرمان، ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، وسامر حدارة أحد منسقي تيار المستقبل في عكار.
ورغم إعطاء الزيارة طابع «كزدورة ويك إند» في الضنية، سألت مصادر متابعة: «هل يجد السفير السعودي وقتاً للقيام بجولات سياحية، في منطقة تقع في الأطراف ولا يزورها السعوديون إلا نادراً، في وقت تعاني فيه مملكته تداعيات حربها في اليمن، وأزمة موت مئات الحجاج في منى؟»، وفيما لم توزع السفارة أي خبر عن الزيارة، كان لافتاً أن السفير السعودي عقد خلال الجولة أكثر من خلوة لم يتسرّب عنها شيء.
(الأخبار)