وجّه بلال جمعة رسالة عبر موقع «الفايسبوك» إلى وزير التربية الياس بو صعب يقول فيها إن «مدرسة روبنيان رفضت استقبال جميل، طفله ابن الخمس سنوات، لأنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، وحكمت عليه بالسجن بين جدران منزله والحلم فقط بأن يكون مع رفاقه في صفوف المدرسة وملاعبها».
ويروي جمعة لـ«الأخبار» أن الحادثة حصلت صباح اليوم (أمس) حيث ذهب لتسجيل ابنه في المدرسة الذي كان قد درس فيها صف الروضة الأولى وتعذر عليه دخولها في العام الماضي بسبب المرض، بعدما كان قد دفع رسوم التسجيل واشترى الكتب، ثم قرر العودة إليها هذا العام بعد موافقة الطبيب المعالج.
الوالد فوجئ بجواب المدير غير المقنع على حد تعبيره «أنا اللي عندهم جدري ما بفوّتهم عالمدرسة بدّك يّاني فوّت ولد معو سرطان». يقول جمعة إنّ السرطان لا يعدي وإنّه الوحيد الذي يحق له أن يقلق بسبب مناعة ولده الضعيفة. الجواب آلم الأب لكون «ابني يحارب بشجاعة ويتجرّع السموم يوميّاً ليبقى على قيد الطفولة». يستفز الوالد أن يحاول المدير إقناعه بأنّه يمكن أن يعطيه لائحة الكتب كي يستطيع أن يتابع التحصيل في البيت، في وقت أن الهدف الأساسي من التسجيل في المدرسة ليس التعلم فحسب، بل الاختلاط مع أقرانه. لماذا لا تسعى إلى تسجيله في مدرسة ثانية؟ لا يخفي جمعة أنّه كان يتطلع إلى أن يرأف المدير لحالته ولا يراعي وضع ابنه فحسب، بل أيضاً ظروفه المادية الصعبة وأنّه لا يعمل، وإمكان اعتبار القسط الذي دفعه في العام الماضي ساري المفعول إلى هذا العام كون طفله لم يذهب إلى المدرسة ولم يستفد منه.
مدير المدرسة هاغوب غريغوريان يستغرب ما قاله جمعة، وخصوصاً أن سبب عدم استقبال الطفل ليس مرضه بدليل «أنني وافقت على تسجيله في العام الماضي، رغم أنني كنت أعرف أن لديه مشكلة وراعيت وضعه المادي الصعب وساعدته كثيراً من دون أي تمييز، وليس هكذا يكون التبادل في المعاملة». إلا أنّ ما حصل هذه السنة، بحسب المدير، أننا «بدأنا العام الدراسي باكراً وأن التسجيل انتهى منذ 10 أيام وليس لدينا مقعد له». لكن، ألا يمكن أن تتم مراعاة الظرف الاستثنائي للطفل؟ يجيب: «لا أستطيع أن أضعه روضة ثانية لأنّ عمره لا يناسب»، مبدياً استياءه مما كتبه الوالد على «الفايسبوك» بحق المدرسة والمدير، إذ قال: «السرطان لا يعدي يا حضرة المدير. الذي يعدي هو جهلك وقلّة استيعابك وتحجّر عقلك».