أصدر «مركز ستراتفور للدراسات» تقريراً أكد ما كانت قد نشرته «الأخبار»، الجمعة الماضي، حول زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك للعاصمة السعودية ولقائه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان. وأكد التقرير أنه جرى الإعداد لـ»الزيارة البعيدة عن الأضواء التي جرت في وقت ما من شهر تموز الماضي»، خلال اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمير السعودي في حزيران الماضي.
ويعنى المركز الأميركي بالدراسات الاستراتيجية والأمنية، ويعدّ من أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، وتطلق عليه الصحافة الأميركية اسم «وكالة المخابرات المركزية في الظل». ومعظم خبراء المركز ضباط وموظفون سابقون في الاستخبارات الأميركية.
وقالت «المصادر الخاصة» لستراتفور إن المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف اقترح تشكيل جبهة لمحاربة «داعش» تضم: تركيا، السعودية، الاردن، وسوريا، وأن روسيا تأمل أن يشكل هذا التحالف مدخلاً للحوار بين النظام السوري ومعارضيه.

محادثات سعودية سورية «بعيدة
عن الأضواء»

وعن لقاء مملوك ــ بن سلمان، أشار التقرير الى أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الحوار سيستمر أو سيساهم في حصول تفاهم إقليمي بين السعودية وقطر والاردن وتركيا من جهة، وإيران وسوريا من جهة أخرى. ولفت الى أن السعودية التي تملك شكوكاً قوية تجاه نيّات إيران، تفضّل أن تكون قوة موازية لإيران على التفاهم معها. أما في ما يتعلق بتركيا، فلفت الى أن تورطها ازداد في الشمال السوري، وأن أنقرة تميل الى مساعدة «الثوار» لإضعاف القوات السورية على الأرض قبل التفاوض جدياً مع النظام.
وأضاف التقرير أنه «حتى لو اتفق كل داعمي الثوار على إضعاف النظام والتفاوض معه، إلا أن السؤال الأهم يبقى: هل سيستطيعون إجبار الثوار على التفاوض مع النظام، وإقناعهم بمشاركة السلطة مع العلويين؟». ورأى أنه في هذه المرحلة من الأزمة، فإن لروسيا وللولايات المتحدة أسبابهما الخاصة لدعم المفاوضات بين المتصارعين. فالولايات المتحدة أعطت تركيا موافقة ضمنية على إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، ولكنها تفضل التركيز على هزيمة تنظيم داعش، وليس على إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد.
ورأى التقرير أن روسيا تسعى للحفاظ على نفوذها من خلال تحسين علاقاتها مع الأطراف «السنية» في النزاع السوري، بينما توظف علاقتها القائمة مع دمشق لإنجاح المفاوضات. وأشار الى أن هذا الموضوع سيطرح للنقاش عند لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الدوحة. وتساءل عمّا إذا كانت الدبلوماسية المكوكية الروسية كافية لجعل هذه المفاوضات قابلة للحياة.
(الأخبار)