في مقابلته التلفزيونية مع الزميل مرسيل غانم، الخميس الماضي، نجح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون في اجتياز مطبّ الأسئلة الكثيرة بشأن انتخابات رئاسة التيار الوطني الحر، محافظاً على هدوئه، وعلى وقوفه على مسافة واحدة من صهره الوزير جبران باسيل وابن شقيقته النائب ألان عون، المتنافسين على رئاسة التيار الوطني الحر. إلا أن الأمور سلكت منحى آخر خلال اجتماع الجنرال، أول من أمس، مع نواب التيار ومنسّقي الأقضية.
استهل العماد عون الاجتماع بإبداء امتعاضه الشديد مما تنشره الصحف عن الانتخابات الحزبية، وهو حمل تقريراً مفصّلاً بهذا الشأن قرأ منه عدة عبارات استفزازية. واتهم فريقاً معيناً بتسريب الأخبار التي «تهدد التيار وسمعته وتضامنه». ولم يلبث الجنرال أن انتقل إلى ما هو أهم: «هناك من يلجأ إلى شخصيات وأحزاب أخرى طالباً تدخلها في الانتخابات». وسأل في هذا السياق من دون تسمية أحد: «كيف يمكن لأحد أن يطلب مؤازرة آخرين، من خارج الحزب، في انتخابات تخص المحازبين؟». ومن دون تسمية أحد أيضاً أو ذكر واقعة معينة، أشار الجنرال إلى وجود «تدخلات مشبوهة» في الانتخابات. ورداً على ما تتداوله بعض الصحف من انعكاسات سلبية محتملة لهذه الانتخابات، قال الجنرال إنها «تهديدات مبطنة». وذكّر بإشارته سابقاً إلى صعوبة التحرر بعد التحرير، آسفاً لوجود «عونيين غير ناضجين».
وفي تصعيد مفاجئ، قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح إن «أسوأ شيء هو قول البعض إنهم أسّسوا التيار»، مؤكداً أن «المنتسبين الـ2500 إلى هذا التيار في المتن الشمالي لا يكفون لربح مقعد نيابي يحتاج 49 ألف صوت»، مشيراً إلى تأمينه بعمله وتعبه فارق الأصوات الكبير المطلوب للفوز، «لا نشاط التيار الحزبي ولا حيثية المرشحين وخدمات النواب». وسأل الجنرال، هنا، عن عدد المنتسبين إلى التيار بفضل النواب، مؤكداً عجز النواب عن «جلب منتسب واحد»، مردّداً ما مفاده أنه «مُفضل» على جميع الحاضرين. وختم حديثه بهذا الشأن بالقول: «تذكروا أنني أنا صنعت التيار، لا أحد آخر».
وبالانتقال إلى ترشيح باسيل إلى رئاسة الحزب، استغرب الجنرال عدم احترام البعض لقراراته أو تشكيكهم فيها، من دون أن يقول صراحة إن ترشيح باسيل لرئاسة الحزب هو قراره الشخصي. وتوجه إلى الحاضرين بالقول: «أتحدى أن يكون هناك واحد منكم طلب خدمة من جبران ولم يحصل عليها، أو أن يثبت أحد شبهة الفساد التي يتهمونه بها. هو وزير ناجح أثبت جدارته في جميع المهام التي أوكلتها إليه. لكن هناك من يتجنّى عليه». وسمّى الجنرال ثلاثة أشخاص طالباً عدم التعاطي معهم لأنهم مطرودون من الحزب. وخاطب النواب والمنسّقين قائلاً: «من لا يعجبه الأمر، فليرحل». وذكّر بعدم وجود قسم يمين في التيار. كذلك ذكّر بوجوب عدم تسريب أي معلومة داخلية للإعلام وقراءة المذكرات الداخلية. وهنا تدخل منسق عام التيار بيار رفول لإعلام الحاضرين بأن نظام الحزب قائم، وقد قبلت جميع التعديلات بعد طلب وزير الداخلية نهاد المشنوق استشارة القاضي زياد أيوب، ليكمل الجنرال: «هذا نظام عادل، قولوا لي أين الخطأ فيه؟ ما الخلل الذي لا يعجبكم؟».
لكن أحداً لم يجب. فالمفاجأة كانت كبيرة حتى بالنسبة إلى من توقعوا تدخل الجنرال لضبط إيقاع اللعبة الانتخابية، لكنهم لم يتخيّلوا هذه الحدة كلها.