من خشبة المقهى الصغير في مار مخايل إلى شاطئ البترون (حزيران/ يونيو الماضي)، يحمل فريق «راديو بيروت» مهرجانه «جلسات ساحلية 2» (Shoreline Sessions - Vol. 2) ليحط على شاطئ بيروت. أراد «راديو بيروت» من المهرجان مساحة أوسع للاحتفال مع جمهوره بعد ثلاث سنوات على البداية، استطاع خلالها «راديو بيروت» استضافة أغلب فناني الساحة البديلة في لبنان والعالم العربي.
بنسخته الثانية الذي يحتضنها «لونغ بيتش» (المنارة ــ بيروت) عند السادسة من مساء الجمعة 24 تموز (يوليو)، يقدم المهرجان أمسية يغلب عليها فولكلور من المنطقة ضمن قالب موسيقيّ عصريّ جديد. هكذا سيحل عمر سليمان ضيفاً في المهرجان الذي يستضيف أيضاً فرقة «رستلس لغ سيندروم» (Restless Leg Syndrome) النمساوية واللبناني زيد حمدان مع المصرية مي وليد.
من حفلات الزفاف في مدينة الحسكة (شمال سوريا) إلى المهرجانات الموسيقية العالمية، خرج عمر سليمان إلى الجمهور الغربي والعربي، حاملاً اسم إحدى أهمّ الشخصيات في تاريخ المخابرات المصرية. استطاع بأسلوبه وشخصيته الطريفة، وبزيّه التقليدي ونظاراته السوداء، لا أن يصدّر فقط موسيقى الفولكلور الخاصّة بريف شمال سوريا والجوار، بل أن يصل أيضاً الى شريحة من الشباب العرب الذي لا يستمع عادة إلى هذا اللون.

ضيفا الحدث زيد
حمدان والمصرية
مي وليد
تزامن ذلك مع تحول الموسيقى البدوية المنتشرة في الأرياف السورية والعراقية ولبنانية (البقاع) إلى موجة، كما سبق أن وصلت إلى المدينة مع الآتين من هذه المناطق. إنها موسيقى الدبكة التي كان قوامها الربابة والناي والطبل والمزمار، قبل أن تستبدل اليوم بالكيبورد، ليبقى المغني، وتبقى الأبيات الشعرية التقليدية القديمة أو الجديدة التي ترافق أنغام هذه الموسيقى. علي ديّوب، علي الديك ونعيم الشيخ، وأسماء أخرى احتلّت أغانيها حفلات الزفاف، ورافقت ركّاب الباصات الصغيرة التي تخرج من بيروت الى البقاع والجنوب والشمال. هكذا إذاً يحمل عمر سليمان أغنيات الفولكلور من الشمال السوري التي تختلف كرقصة الدبكة كلاماً وإيقاعاً، عن أغاني المناطق الأخرى. أما وجه الاختلاف الأول، فهي آلة الساز التي يستخدمها سكان من أعراق مختلفة، يعيشون في تلك المنطقة بين سوريا، وتركيا والعراق. عمر الذي بدأ بالغناء عام 1994، أصدر أكثر من ألبوم، بعضها تسجيلات من حفلاته وأخرى في الاستوديو، منها «الطريق الى الحسكة» (2007)، و»ينو وينو» (2013)، و»بحضني نامي» (2015). في زيارة إلى سوريا عام 2010، تعرف إليه أعضاء من فرقة «غوريلاز» Gorillaz قبل أن يستخدموا مقاطع من موسيقاه في إصدارهم Plastic Beach، تبعتهم Bjork التي أعادت تسجيل ثلاث أغنيات من مجموعة سليمان في إصدارها Biophilia عام 2011، ثم تعاون مع فرقة الروك الأميركية Legowelt. كان عمر قد ترك الحسكة وسوريا في عام 2011 لتستقبله المهرجانات الموسيقية العالمية في أوروبا، ويزيد رصيد جمهوره وتواجهه في الوقت نفسه موجة انتقادات كبيرة، بعضها على لسان فنانين سوريين قالوا إنّه ليس موسيقياً إثر استضافته في احتفال عالمي لتوزيع جوائز موسيقية. وبغضّ النظر عن الجانب التحليلي للموسيقى التي يقدمها عمر ولمستواها أو قيمتها الفنية، في ظلّ تراجع كبير ومستمر للأغنية العربية بشكل عام، فإنه نجح في تصدير لون فولكلوري من المنطقة وبروح جديدة. نرى الجمهور الأوروبي، في مهرجان موسيقي دولي في استوكهولم مثلاً أو في باريس، يتجاوب مع عمر من دون أن يفهم كلامه ويرقص على أصوات وإيقاعات يكتشفها للمرة الأولى. الدبكة من الشرق الأوسط هي أيضاً مشروع عمل عليه الدي جاي والمنتج d.b.h، وعازفا الـ turntables تيستا وكريسفايدر عضوا فرقة «رستلس لغ سندروم» النمساوية. هما يعملان عادة على توزيع جديد، مليء بالإيقاعات الراقصة لأغنيات قديمة من أنماط موسيقية تقليدية ومعروفة، فتلبس هذه الأغاني ثوب الهيب هوب، أو الترانس أو الهاوس. أصدرت الفرقة عملها الأول swapping swingers عام 2011، أعادت فيه توزيع أغاني سوينغ منذ العشرينات. وفي بيروت، ستقدم مقطوعات من إصدارها الثاني «دبكة» الذي يتضمن أغاني دبكة معروفة من المنطقة بشكل جديد وإيقاع مختلف، أسرع وأكثر طاقة. لزيد حمدان محطة في المهرجان خارج إطار الفولكلور، مع مشروعه «زيد ومي» برفقة مي وليد المغنية وعازفة الغيتار الآتية من الإسكندرية. خاضا تجربتهما الأولى عام 2010 ويعودان اليوم في مجموعة من الأغنيات الجديدة التي سيضمها إصدراهما الجديد.

Shoreline Sessions - Vol. 2: 18:00 مساء الجمعة 24 تموز (يوليو) ــ «لونغ بيتش» (المنارة ــ بيروت). للاستعلام: 01/570277