بعد غياب، دعا الأمين العام للجماعة الإسلامية إبراهيم المصري إلى جلسة للقاء الإسلامي التشاوري السبت الفائت. قيادات من الجماعة وحماس وهيئة علماء المسلمين التقت في مقر الجماعة في عائشة بكار «للتشاور في الوضع الإسلامي العام في لبنان ومواجهة تحديات الساحة الإسلامية وسبل تحصينها. وجرى الاتفاق على تفعيل التشاور وإقامة لقاء شهري» كما جاء في البيان الذي وزعته الجماعة. عدد من الحضور شكل قاسماً مشتركاً بين لقاء الجماعة وإفطار حزب الله والحرس الثوري الإيراني في الضاحية الجنوبية قبل أسبوع.
كأنه جاء ليحيد النظر عن مشاركة رئيس المكتب السياسي للجماعة عزام الأيوبي ومسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان وممثلها في لبنان علي بركة (حضروا اللقاء أيضاً). لكن إطار اللقاء حدده جلوس نائب رئيس هيئة العلماء سالم الرافعي على رأس الطاولة بجانب المصري. أجنحة الهيئة المتنوعة لبت دعوة الجماعة التي ترأسها حالياً من خلال القيادي الشيخ أحمد العمري، علماً بأن ممثلين عن حزب الله كانوا يُدعون إلى اللقاء، الى ما بعد أشهر من اندلاع الأزمة السورية.
مع ذلك، لا يزال إفطار الضاحية يؤرق عائشة بكار وحلفاءها. ما ينفك الأيوبي يبرّر مشاركته في الإفطار. في حديث إلى إذاعة «الفجر» التابعة للجماعةأكد أن الجماعة «ثابتة على مواقفها من القضايا المحلية والوضع في سوريا، وقد شاركت في الإفطار لأنه كان تحت عنوان دعم القضية الفلسطينية». وأوضح أن العلاقة مع حزب الله «مرّت بمراحل متعددة، وصولاً إلى شبه قطيعة منذ قرابة سنة ونصف سنة بسبب الخلاف حول سوريا. لكن المكتب السياسي في الجماعة أجرى منذ مدة إعادة تقويم للمرحلة السابقة توصل من خلالها إلى أن القطيعة أمر غير صحي، فترك لبعض الوسطاء القيام ببعض المحاولات لإعادة التواصل مع الحزب وفق قيدين وضعهما وهما: عدم علنية اللقاء حتى لا يستفيد الحزب منفرداً من الصورة من دون أن يكون للساحة الإسلامية والوطنية أي فائدة من ذلك. والقيد الآخر يتمثل بنوعية الحضور حيث إن الجماعة لا تريد أي لقاء لمجرد اللقاء».