يستعد «المجلس الوطني الإيراني ــ الأميركي»، وهو من الجمعيات الداعمة للمفاوضات الأميركية مع إيران، لإطلاق لوبي تابع له، خلال الأسبوع المقبل، في خطوة تُظهر تنامي الضغط في وجه «المحافظين الجدد» والمجموعات اليمينية الموالية لإسرائيل.وبحسب ما أفادت به صحيفة «بوليتيكو»، في هذا المجال، فإن ذراع الضغط التابعة لهذه المجموعة سيُطلق عليها اسم NIAC Action، ويتمحور عملها حول جمع المال من المجتمع الأميركي ــ الإيراني في الولايات المتحدة، الذي يعتبر أبناؤه من الميسورين مادياً نسبة إلى غيرهم من المهاجرين.

وفيما ستسعى ذراع الضغط الإيرانية ــ الأميركية إلى القيام بمزيد من النشاطات السياسية المكثّفة، قال المدير التنفيذي لـ NIAC Action جمال عبدي، «لدينا كل هذا المال على الطاولة، كل هذا النفوذ السياسي الذي لم يستخدم»، مضيفاً: «اليوم يمكننا البدء بلعب اللعبة السياسية كاملة».
يقدر عدد الأميركيين
من أصول إيرانية بأكثر من
مليون شخص

وقد أشارت «بوليتيكو» إلى أن «المجلس الوطني الإيراني ــ الأميركي»، الذي بدأ في عام 2002 كمؤسسة غير ربحية، واجه الكثير من الشائعات والاتهامات من قبل الناشطين المحافظين والمجموعات الإيرانية المنافسة له، بأنه «أداة في يد الحكومة الإسلامية في إيران». لكن القيّمين عليه ينفون ذلك؛ ففي مقابلة مع الصحيفة، كرّر عبدي الحديث عن استقلالية «المجلس الوطني الإيراني الأميركي». وقال: «نحن لا نسعى إلى الضغط نيابة عن الحكومة الإيرانية. لا ننسق معها. ولا نأخذ المال من الحكومة الإيرانية أو الأميركية».
مع ذلك، فإن عبدي وغيره لا يخفون الرغبة في تغيير المشهد السياسي في واشنطن، وإبعاده عن مجموعات مثل اللوبي الإسرائيلي AIPAC ــ الذي طالما انتقد المحادثات النووية مع إيران ــ دفعاً باتجاه تحركات أكثر ميلاً لمواصلة الجهود الدبلوماسية «مع عدو الولايات المتحدة اللدود».
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن عدد الأميركيين من أصول إيرانية غير معروف، إلا أن البعض يقدره بأكثر من مليون. ومع أن هؤلاء يتمتعون بمستوى تعليمي ومادي عالٍ، إلا أنهم نادراً ما انضموا إلى مجموعات تمثل مجتمعهم المهاجر.
«المجلس الوطني الأميركي الإيراني»، من جهته، يضم حوالى 5000 عضو يدفعون رسوم اشتراك سنوية. ويعتقد المنظمون أن داعمي الجمعية، يمنحون حوالى 1.4 مليون دولار للمرشحين السياسيين في كل دورة انتخابية. ورغم أن القيّمين على هذه الجمعية يعتبرون أن هذا المبلغ ضئيل نسبة إلى ما تدفعه مجموعات الضغط الأخرى، إلا أنهم يؤكدون أنه يشكل بداية جيدة.
(الأخبار)