في الوقت الذي كانت فيه أجهزة السلطة الفلسطينية في رام الله تعتقل العشرات من أنصار حركة «حماس» في حملة هي الأكبر منذ أشهر، قتل ضابط إسرائيلي الفتى محمد الكسبة (17 عاماً) أمس، بعد إطلاق النار عليه، بينما كان يحاول الفتى تسلق الجدار الفاصل في بلدة الرام للوصول إلى مدينة القدس، وذلك لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وشنت السلطة ليلة أمس حملة اعتقالات واسعة قيل إنها رد على الاستدعاءات التي يقوم بها أمن غزة لكوادر «فتح»، وآخرها استدعاء أحمد زعرب وعبد الرؤوف بربخ، وهما عضوا قيادة في «إقليم رفح».
في هذا السياق، دعت «فتح» في بيان لها «قيادة حركة حماس» إلى «العمل الجاد لوقف استدعاءات أبناء الحركة»، مؤكدة أن هذه الاستدعاءات من شأنها أن تزيد حالة التوتر والاحتقان في العلاقات الوطنية». وفي المقابل، اتهمت «حماس» الأجهزة الأمنية في الضفة، باعتقال 104 مواطنين من أنصار الحركة من مختلف محافظات الضفة. وقد استنكر عضو المكتب السياسي لـ«حماس» عزت الرشق، حملة الاعتقالات، مشيرا إلى أنها «طعنة في ظهر شعبنا في هذا الشهر المبارك، وخدمة للاحتلال».
كذلك قالت «حماس»، إن «هذه الحملة تأتي بعد الاتهامات التي وجهها الاحتلال للحركة بالوقوف خلف عمليات المقاومة في الضفة (المحتلة) ومدينة القدس».
أما المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في الضفة، اللواء عدنان الضميري، فأقر بهذه الاعتقالات. وقال: «نعم، صحيح هناك اعتقالات، ونحن نعتقل على الخلفية القانونية التي نواجه بها الخارجين على القانون». وأوضح الضميري أن «لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية معلومات عن نية حماس والإخوان المسلمين جر الضفة إلى حرب، سواء مع الاحتلال أو حرب داخلية... والتوصل مع إسرائيل إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد في غزة». وأضاف: «لذلك لن نسمح لحماس بأن تعمل على تغيير المشهد في الضفة، وجعله مثلما يحدث في الدول العربية المحيطة» في سوريا والعراق.
ولكن المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، رأى أن حملة الاعتقالات «بحق كوادر حماس تعدّ تصعيدا خطيرا يقوض جهود المصالحة» المتعثرة بين الحركتين. وقال أبو زهري أمس، إن «الحملة التي استهدفت ما يزيد على مئة شخص من أبناء الحركة ترمي إلى تحقيق التعاون الأمني بين أجهزة (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس و(رئيس الوزراء الفلسطيني رامي) الحمد الله مع الاحتلال الإسرائيلي لضرب بنية المقاومة وتصفيتها».
في هذا السياق، قال مصدر أمني فلسطيني لم يشأ ذكر اسمه، لوكالة «فرانس برس»، إن «جميع الذين جرى اعتقالهم لديهم نيات لتنفيذ عمليات عدائية ضد السلطة، ونبحث معهم عن معلومات».
بعيداً، عن المناكفات الفصائلية كان ضابط برتبة عالية في الجيش الاسرائيلي قد أطلق النار على الفتى الكسبة الذي توفي بعد منع المواطنين من إسعافه. وبعد تشييع الكسبة الذي التحق بشقيقيه اللذين استشهدا عامي 2001 و 2002 في مخيم قلنديا، وهما ياسر (15 عاماً) وسامر (14 عاماً)، اندلعت مواجهات على حاجز المخيم بين المشيعيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلية.
( الأخبار، أ ف ب ، الأناضول)