انتقد أبرز شرعيي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» أبو مارية القحطاني الحركات المسلحة العاملة في سوريا والعراق على نحو لاذع، مقدّماً بعض التوجيهات والنصائح إليها. إلا أن اللافت محاولة «الشرعي» مجاراة التنظيم «المدني» الغربي، لكن مع الحفاظ على روح «الإسلام».
القحطاني نشر على حسابه على موقع «تويتر» بحثاً بعنوان «كلمات في واقع الجماعات»، مستهلاً بحثه بعرض أسباب الانحرافات التي تواجه هذه الجماعات، فـ«الخلل في المنهج ورحيل المؤسسين الأوائل، ودخول المنحرفين في صفوفها» هي ركائز الانحراف لهذه الجماعات، مضيفاً أن «اختراق قيادة الجماعات أو مجلس شوراها من قبل الكفار والمرتدين، هو مدمّر لها».
ويتوسّع أبو مارية في أسباب الانحراف، مستشهداً بمقال لأحد مشايخ السلفية محمد العبدة، معتبراً أن «الحزبية، وضعف القيادة، والمنهج الضعيف، وعدم التجدد» هي مجموعة عوامل مضافة تضرب «الجماعات المجاهدة» وتحيدها عن نهجها.

مشروع «القاعدة» لا يختلف عن «داعش» إلا بالإمارة والبيعة

ويرى القحطاني أن في قيادة هذه الجماعات، غياب للدور الفعّال لمجالس الشورى، وعدم تأسيسها جيلاً يأخذ زمام المبادرة والقيادة. وينتقد الرجل «القاعدي» بأسلوب لاذع المجتمعات الإسلامية، واصفاً إياها بـ«المتخلفة حضارياً»، والتي لم تستطع تطوير «مدرسة تربوية واعية بتحديات العصر ومشكلات الواقع»، مشيراً إلى أنه لم يتبلور أي «مشروع نهضوي متكامل».
ويشخّص أبو مارية حالة «المجتمعات الإسلامية» المصابة «بشح علمي أو خيري» و«جمود ذهني، ولا قابلية لديها للتجدد والتحسين»، إضافةً إلى «تفلتها الأخلاقي».
ويطرح سؤاله: «ماذا نريد؟»، متسائلاً عن عدم تحول «العمل الإسلامي إلى تيار شعبي» وذلك دمجاً لمفهومي «الدولة والأمة في كيان واحد». ويحدد أسساً لتحقيق «الدمج»، وذلك بالاهتمام أولاً بمكونات المجتمع المدني الـ«مسلم»، من الجمعيات والمؤسسات المدنية المختلفة، التي هي «قوى للوطن وللأمة ومنابع حياة لها». والاستفادة ثانياً من «الكيان القبلي» كمؤسسة اجتماعية فطرية، بدمجه في نطاق «الأمة». وأتى الحل الثالث المقترح من القحطاني «تأسيس جمعيات للعلماء»، للنظر في «مصالح المسلمين»، ولكي يتكاملوا مع أهل الثروة، لينتهي بالحل الرابع بضرورة الاهتمام بـ«الثروة البشرية»، وخاصة «أولي الألباب الذين يطورون النظريات التربوية، ويقودون المؤسسات».
الشرعي «القاعدي»، أعاد هجومه على المجموعات الجهادية، لافتاً إلى أن أغلب الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، ترى نفسها «الحق ومشروع الأمة». واستكمل أن الخطر الأكبر الذي ابتليت به الجماعات «المتصدرون الجهلة من أصحاب هوى»، أو ما باتوا يعرفون بـ«الشرعيين» الذين «يفتون بنوازل عظام ومسائل كبار».
ويضيف القحطاني أن إعلان «داعش» لدولته «الكرتونية»، مشكلة تعاني منها «الساحة الجهادية»، ليؤكد مجدداً مشروع «القاعدة» الذي لا يختلف عن «داعش» إلا بالإمارة والبيعة، هو: «التخلص من وطأة الجلادين والسيطرة على عروشهم».
(الأخبار)