أن يناقش وزراء في الحكومة اللبنانية مواضيع سياسية داخلية مع السفير السعودي في بيروت، وأن يقوم البعض منهم بدور «مخبرين» عند الخارجية السعودية، أمر تكرر في مضامين برقيات الخارجية السعودية المسرّبة. لكن أن يعتذر وزير لبناني من السفير السعودي عن قيامه بالتصويت لرئيس الحكومة التي هو وزير فيها... فهذا أمر لا يمكن أن تراه أو تسمعه سوى في لبنان.وزير المالية السابق محمد الصفدي، وفي لقاء عمل مع السفير علي عواض العسيري عام 2012، «تحدث بلهجة اعتذار عن ملابسات تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي»، كما ينقل السفير عنه في إحدى البرقيات.

«لم أسمّ الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة إلا يوم التصويت في القصر الجمهوري، إذ كان هناك تفاهم مع دولة الرئيس سعد الحريري على أنه هو الذي يسمّي رئيس الحكومة، ومضينا في هذا الطريق»، شرح الصفدي ظروف قيامه بـ«فعلته» تلك. وأشار إلى أنه كان هناك «خطأ كبير في آلية ترشيح ميقاتي لرئاسة الحكومة». الصفدي لم يكتف بالاعتذار وتلاوة فعل الندامة لسفير الرياض، بل أخذ «يبرّر»، حسب العسيري، أسباب تصويته لميقاتي بالقول إن الأخير هو «حماية للبنان من حرب أهلية»، وإن «تشكيله الحكومة يوفّر فرصاً أكبر للتفاهم».