بدأت منذ ايام أعمال تأهيل مهجع مهجور، كان تابعاً لقوى الأمن الداخلي داخل سرايا طرابلس، من اجل استخدامه مركزاً لاستنساخ سجلات النفوس في طرابلس. الا ان هذه الخطوة اثارت المخاوف بدلا من الارتياح لدى ابناء المدينة، اذ برزت الخشية من أن تلقى سجلات النفوس في طرابلس مصير سجلات النفوس في بعلبك، التي سادتها أخطاء فادحة ورتبت مخاطر واكلافا كثيرة على المواطنين.يوضح رئيس رابطة مخاتير طرابس ربيع مراد لـ»الأخبار» أن «ما حصل في بعلبك يحتّم علينا التروي والدقة وعدم التسرع في عملية الإستنساخ، فهي تجرى يدوياً، وحصول الأخطاء أمر وارد». يقترح مراد «الإستعانة بموظفي دوائر النفوس المتقاعدين والإستفادة من خبراتهم في كيفية تدوين الوقوعات، وهو أمر بات ضرورياً بعد الذي حصل في بعلبك». ويقول: «طرحنا منذ البداية الإستعانة بالمخاتير عند الضرورة، نظراً لما لديهم من خبرات هامة وطويلة في التعامل مع سجلات نفوس طرابلس، ونحن جاهزون إذا طلب منا ذلك».

تستغرق عملية إستنساخ سجلات نفوس طرابلس 3 سنوات، وفق العقد الموقع بين وزراة الداخلية والشركة المتعهدة، ولا يجد مراد مانعاً من «تجاوز هذه المدّة الزمنية من أجل تلافي الوقوع في أي خطأ». ويشير الى أن «اللجنة أو الشركة المكلفة القيام بهذه المهمة تواجه صعوبات في هذا المجال، لأن الكثير من سجلات النفوس في طرابلس أصابها الإهتراء أو التلف، ولأن الموظفين في قلم نفوس طرابلس يضطرون في هكذا حالات للعودة إلى الوثائق الأصلية، من وثائق ولادة وزواج وطلاق وغيرها، من أجل تدوين الوقوعات بشكل سليم، وتجنباً لوقوع أخطاء».
إعادة تكوين وتصوير سجلات النفوس والوثائق ذات الصلة وترميزها تمهيداً لمكننتها، يتفترض أن تبدأ بعد الإنتهاء من عملية تأهيل المهجع، الذي تبلغ مساحته 80 متراً مربعاً، وهو المكان الذي ستستخدمه لجنة متخصصة ستوكل إليها وزارة الداخلية هذه المهمة. ومن أجل الإسراع في عملية تأهيل المكان، الذي سيُلحق بعد انتهاء عملية الإستنساخ بقلم نفوس طرابلس الذي بات يضيق بالسجلات والموظفين، قام وفد من الهيئة الإدارية لرابطة مختاري طرابلس والشمال، ضم إلى مراد كلا من أمين سر الرابطة فتحي حمزة ومستشارها علي عجايا، بمعاينة أعمال التأهيل بالمركز، وأبدى الوفد «استغرابه من بطء سير العمل في إنجاز عملية التأهيل ونوعية الأعمال المنجزة، وخشيته من تأثير ذلك على مشروع إستنساخ وإعادة تكوين سجلات نفوس طرابلس وتأخير تنفيذه، ما يمثل ضرراً فادحاً بسبب حالة السجلات المزرية».
هذه الشكوى من التأخير في عملية تأهيل المركز وصلت سريعاً إلى المسؤولين، فقام المتعهد برفقة مأمور نفوس طرابلس خضر الأسعد ووفد من رابطة مخاتير طرابلس بجولة ثانية على المركز، وعد بعدها المتعهد «بتسريع وتيرة العمل في الأيام المقبلة، وأنه خلال أيام قليلة ستنتهي المرحلة الأولى من عملية تأهيل المركز قبل أن يجري تجهيزه بما يلزم من تجهيزات تمهيداً لبدء العمل به، بعد نحو شهرين».